أنقرة: وكالات
أشاد وزير الخارجيَّة التركي مولود تشاووش أوغلو، أمس الاثنين، بموقف فنلندا "الإيجابي" في عمليَّة انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي.
وقدَّم كل من فنلندا والسويد، على خلفية العملية العسكرية الخاصة الروسية في أوكرانيا، في 18 آذار 2022، طلباً إلى الأمين العام للناتو للانضمام إلى الحلف. ومن أصل 30 دولة عضواً في الحلف، لم تصدق حتى الآن على طلبي السويد وفنلندا إلا دولتان هما هنغاريا وتركيا.
وقال تشاووش أوغلو خلال مؤتمر صحفي في أنقرة: "منذ البداية، قلنا إنَّ مشكلاتنا مع فنلندا قليلة. لكن كلا البلدين (فنلندا والسويد)، وعدداً من دول الناتو أعلنت (أنها تريد) عملية انضمام متزامنة لهما، لذلك تم التوقيع على المذكرة الثلاثية"، في إشارة إلى الوثيقة التي أبرمتها تركيا وفنلندا والسويد 28 حزيران الماضي، على هامش قمة "الناتو" في مدريد، من أجل إزالة العوائق أمام انضمام البلدين إلى الحلف، ونصت الوثيقة على التعاون مع أنقرة في مكافحة الإرهاب.
وتابع الوزير التركي: "منذ ذلك اليوم، أدلت فنلندا بتصريحات إيجابية، واتخذت خطوات إيجابية بشأن القيود المفروضة على توريد الأسلحة. لم تكن هناك استفزازات كما كانت في السويد". وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس إنَّ تركيا قد تتخذ قراراً بشأن عضوية فنلندا في حلف شمال الأطلسي "سيصدم" السويد.
وفي وقت سابق أعلنت السلطات التركية، إيقاف الاجتماعات والمحادثات الثلاثية مع السويد وفنلندا، بشأن انضمامهما لحلف "الناتو" إلى أجل غير مسمى، وذلك بعد إقدام المتطرف راسموس بالودان، على إحراق نسخة من القرآن الكريم، في 21 يناير أمام السفارة التركية في العاصمة السويدية ستوكهولم.
في غضون ذلك، حذرت السفارة الأميركية في تركيا، المواطنين الأميركيين من احتمال وقوع هجمات إرهابية في مدينة إسطنبول. أمس الاثنين، أصدرت السفارة الأميركية في أنقرة إيعازاً محدثاً للمواطنين الأميركيين، طلبت فيه منهم توخي الحذر واليقظة بسبب احتمال وقوع هجمات إرهابية في تركيا. وجاء في التحذير الذي نشر على موقع السفارة: " تحذر الحكومة الأميركية مواطنيها من هجمات انتقامية إرهابية محتملة وشيكة على الكنائس والمعابد والبعثات الدبلوماسية في إسطنبول أو غيرها من الأماكن التي يرتادها المواطنون الغربيون. ونطلب بشكل خاص توخي الحذر في مناطق (إسطنبول) بيوغلو، وغالاتا، وتقسيم، واستقلال".
وأشارت السفارة في بيانها إلى أنَّ هذه الرسالة "هي تحديث لتحذير 27 كانون الثاني 2023 بشأن حوادث حرق القرآن في أوروبا".
في ذلك اليوم، حذرت السفارتان الأميركية والفرنسية من احتمال وقوع هجمات إرهابية ضد الأجانب في تركيا.
وكان انفجار بشارع الاستقلال وسط إسطنبول قد أدى، في 13 نوفمبر الماضي، إلى مقتل 6 أشخاص وإصابة أكثر من 80، حيث اعترفت أحلام البشير، المشتبه بها في الهجوم، بصلاتها بحزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا، فيما أفادت وزارة الداخلية بأنَّ شبهات تحوم حول صدور الأمر بارتكاب الهجوم الإرهابي جاء من بلدة كوباني الحدودية السورية، وأنَّ منفذ العملية دخل الأراضي التركية عبر مدينة عفرين. إضافة إلى ذلك، لم تقبل السلطات التركية تعازي السفارة الأميركية بشأن الهجوم الإرهابي.
في المقابل، أفادت الخارجية الفنلندية، بأنه لا يوجد أي إجراء ملموس من تركيا بشأن الموافقة على انضمام هلسنكي، إلى حلف الناتو، في أعقاب تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بشأن إمكانية الموافقة على انضمام فنلندا للحلف.
وقالت الخارجية الفنلندية، وفقاً لما ذكرته صحيفة "يلي" المحلية، "لم نتلق أي دليل على إحراز تقدم في التصديق على عضوية فنلندا في الناتو في تركيا، ولن نعلق أكثر على تصريحات أردوغان، ولكن حتى الآن لم نر أي إجراءات ملموسة من تركيا".
وفي وقت سابق من اليوم الأحد، قال الرئيس التركي في تصريحات لقناة "تي آر تي" الرسمية التركية: إنَّ "أنقرة قد تؤيد انضمام فنلندا إلى حلف الناتو إذا لم ترتكب نفس أخطاء السويد".