أربيل: رائد العكيلي
أقيمت على قاعة الجمعية المندائية في مدينة أربيل أمسية ثقافيَّة، لذكرى رحيل الشاعرة العراقية لميعة عباس عمارة بحضور سعادة قنصل دولة فلسطين وكوكبة من الشعراء والمثقفين.
جرى خلال الجلسة استذكار لحياة الراحلة التي كانت من مواليد1929 منطقة الكريمات في بغداد، وتنتمي لعائلة مندائية عريقة في بغداد، واشتهرت عائلتها بصياغة الذهب، وهي مهنهةيتوارثها المندائيون، فكان عمها زهرون عمارة من أشهر الصاغة في بغداد آنذاك.
جاء لقب عائلتها "عمارة" من مسقط رأس والدها في مدينة العمارة
جنوب العراق، فهي ابنة خال الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد، والذي كتب عنها في مذكراته لتأثره بها وحبه
لها.
وقال المشرف وأستاذ اللغة العربية طالب العكيلي لـ "الصباح": عرفت الشاعرة بالرقي والجمال والحب والأنوثة، فهي صاحبة ابتسامة تزرع الفرح مع أهلها وأصدقائها وزملائها في العمل.
وقد وصفها الشاعر السوري شوقي بغدادي بأنها شاعرة الرجال، بعد أن وصف نزار القباني بشاعر النساء، أول قصيدة كتبتها عام 1944 وتنبأ لها الشاعر اللبناني أيليا أبو ماضي بمستقبل كبير، فكان أول ديوان لها "الزاوية الخالية"، والذي صدر عام 1959، كتبت باللغة الفصحى والعامية، واستخدمت لغة محكمة التراكيب والمفردات، بعيدة عن التعقيد اللفظي، فقد كتبت للرجال ولغة الجسد والأم والوطن ودافعت عن المرأة، وطالبت بالمساواة، فهي تمتلك الجرأة والرومانسية، وقالت الشعر في زمن لم يكن سهلا على المرأة اقتحام عالم الرجال تعليماً وعملاً وشعراً، لكنها تحدت كل موانع الحياة الاجتماعية والضغوطات.
وقال بدر سنجاري إن "ما يميز الشاعرة لميعة عمارة هو الحسجة العراقية في طريقة الإلقاء والتون والإيحاء بالكلمات، فهي تتنقل بمفردات جنوبية كأنها بنت الأهوار، ثم تنتقل للفصحى كأنها بنت بغداد، هذا الأسلوب جعلها ومضة لامعة بالشعر في تلك الفترة".
عاشت الشاعرة في العراق وهاجرت إلى الولايات المتحدة وتوفيت هناك يوم الجمعة 18حزيران 2021 عن عمر ناهز 92 عاماً، وقد كانت حاصلة على وسام الأرز من رتبة فارس تكريماً من الدولة اللبنانية لمكانتها الأدبية.