عدنان أبوزيد
أحرق القس تيري جونز، المصحف في العام، 2010، وأرجعت آراء ذلك، إلى صراع الحضارات. وتواصلت عمليات الإحراق، في السويد وهولندا، وكانت أعمالاً فردية تثير القرف والرفض من قبل الغالبية المطلقة من الأوربيين. بل إن الكثير من المسيحيين، الذين التقيتهم يحجمون عن حرق أي كتاب في الأصل، فكيف إذا كان مقدسا لدى شعب او طائفة معينة.
وبصراحة، فإنه على رغم الحرق الوتري المستهجن، فإن الأوربيين ما زالوا أرحم من المسلمين على أنفسهم، ودليل ذلك موجات الهجرة واللجوء، والعيش بكرامة في
الغرب.
وكثيرون يُسمعونني أن تلك الدول استعمرت بلادنا، ونهبت ثرواتنا، فلا تجمّل صورتهم، فأقول لهم، هذا لأنهم أقوى واكثر علما وتنظيما، والدول الضعيفة والجاهلة هي التي تُغزى، وقد انسحبوا من بلدانكم منذ عقود، فهل بنيتموها، وعمرتموها لتصبح فخرا.
بل أنى أُرجِع جزءا مما يحدث من حرق للقرآن إلى ثقافة الموت والقتل للآخر التي مسخت الدين، وابتلت بها الشعوب الإسلامية على ايدي الجماعات الإرهابية المتطرفة، على منوال داعش، من ذبح وتقطيع بالسكاكين ودفن للأحياء.
وسوف اصدمكم على عكس ما يسوّقه لكم أئمة التطرف ومشايخ التكفير، فأقول إن الذين يرتدون عن الإسلام ويتبنون ديانات أخرى في الغرب، كثيرون، لكن وعاظ الكراهية يلفلفون على ذلك فيقولون لكم إن ممثلا، او ملاكما، دخل الإسلام، وهم لا يتعدون أصابع اليد الواحدة، وأحد أسباب ذلك هم الوعاظ الدعشيون، أنفسهم.
لنسأل انفسنا لماذا لا يكره الاوربيون، الهندوسية، والبوذية؟. سيقول البعض لأن الإسلام خطر عليهم، فأقول لكم لا، فلستم بأكثر خطرا من الصين عليهم، بل لأن الإسلام المتسامح والرحيم والإنساني، يسوّق اليهم بطريقة داعشية، وحشية.
إن تناول لحوم البقر بالنسبة للهندوس الذين يملؤون أوروبا ولمليار هندوسي في العالم، عمل مستهجن، لكن ذلك لم يستدع الكراهية ولا القتل.
لنعرف كيف نبني أوطاننا، ونسوق ثقافتنا بطريقة إنسانية، عندها سوف يستوعبنا العالم.
هل رأيتم هولنديا او ألمانيا طلب اللجوء عندكم. تفكروا في الجواب.