روسيا تنفي تقارير «الخطة السريَّة» بشأن أوكرانيا

قضايا عربية ودولية 2023/02/04
...

 موسكو: وكالات


نفى الكرملين، أمس الجمعة، تقارير تفيد بأنَّ مدير وكالة المخابرات المركزيَّة الأميركية وليام بيرنز، عرض على موسكو اتفاق سلام سرياً يتضمن التنازل عن أراض أوكرانية لروسيا، ووصفها بأنها "زائفة"، كما نفت واشنطن التقرير الذي أوردته صحيفة "نويه تسوريشرتسايتونغ" السويسريَّة.

وجاء في التقرير أنَّ بيرنز سافر سراً إلى موسكو الشهر الماضي لطرح الخطة، ورداً على سؤال عما إذا كان بيرنز قد سافر إلى موسكو أو طرح خطة تتضمن تنازل أوكرانيا عن 20 % من أراضيها، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحفيين: "هذا التقرير زائف برمته".

والشهر الماضي، نقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مسؤول أميركي ومصادر أخرى مطلعة قولهم إنَّ مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية سافر سراً إلى كييف مطلع الأسبوع للقاء الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وأضاف تقرير الصحيفة أنَّ بيرنز أطلع زيلينسكي على توقعاته بشأن الخطط العسكرية الروسية المقبلة، وذكرت أنه أقر أيضاً بأنه في مرحلة ما سيصبح الحصول على المساعدة الأميركية "أصعب". والخميس الماضي، كشف مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية عن توقعاته بشأن مسار الحرب الدائرة في أوكرانيا، وقال بيرنز في فعالية للسياسة الخارجية بجامعة "جورج تاون" في واشنطن العاصمة: إنَّ وكالة المخابرات تقدر أنَّ الأشهر الستة المقبلة ستكون "حاسمة" بالنسبة لأوكرانيا في حربها ضد القوات الروسية. وأطلَّت شراسة المعارك القادمة في حرب أوكرانيا من التصريحات الروسية والأوكرانية بشأن تكثيف الحشد العسكري والاستعداد لجولات حاسمة، تشمل رداً روسياً على إرسال دول بحلف "الناتو" دبابات حديثة إلى كييف، كما جاء على لسان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وقال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف: إنَّ "موسكو تستعد لهجوم كبير جديد ضد بلادي"، متوقعاً أن يبدأ الهجوم بحلول 24 شباط الحالي، في الذكرى الأولى لاندلاع الحرب، وتزامن ذلك مع ما كشفه الكرملين، عن تعزيز الجيش بقرابة 350 ألف جندي.

وفي مؤتمر صحفي مع رئيسة المفوضية الأوروبية في كييف أمس الجمعة، قال الرئيس الأوكراني فولاديمير زيلينسكي: إنَّ "روسيا تحشد قواتها. تريد الانتقام ليس فقط من أوكرانيا، لكن من أوروبا الحرة"، بحسب زعمه. ووفق خبراء عسكريين، فإنَّ عامل التوقيت العنصر الستراتيجي بين الجانبين؛ فموسكو تريد الحسم قبل وصول الدعم الغربي؛ أي عشرات الدبابات المتطورة "أبرامز" و"تشالنجر 2" و"ليوبارد2" التي قد تصل إلى ساحات المعارك قبل الربيع.وفي لهجة تحذير شديدة، قال بوتين، الخميس: إنَّ بلاده مهددة بدبابات ألمانية، في إشارة إلى مدرّعات "ليوبارد-2"، وتابع خلال احتفالٍ بانتصار بلاده على ألمانيا في موقعة "ستالينغراد" في الحرب العالمية الثانية: "نحن لا نرسل دباباتنا إلى حدودهم، لكن لدينا ما نردّ عليهم به، وهذا الأمر لن يقتصر على استخدام مدرعات".

وتذهب التقديرات الأوكرانية إلى أنَّ تعداد القوات الروسية على الحدود يصل إلى قرابة نصف مليون جندي، ويرى مراقبون أنَّ إعلان بوتين تعبئة عامة لنحو 300 ألف جندي في أيلول الماضي لم يكُن أمراً عبثيّاً، وإنما إعداد لمعركة فاصلة تنهي حالة الاستنزاف التي تواجهها موسكو.

وتحت وقع صفارات الإنذار، شهدت كييف، أمس الجمعة، قمة الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا، التي تعد القمة الأولى من نوعها منذ بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة ومنح أوكرانيا صفة دولة مرشحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

وصرّح مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي، بأنَّ البرنامج التفصيلي للقمة سيبقى سرياً "لأسباب أمنية"، لكنَّ قادة الاتحاد وأوكرانيا سيناقشون أربع قضايا رئيسة على رأسها "عملية انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو، واستجابة الاتحاد الأوروبي للضغط على روسيا ومساعدة كييف، وخطة الرئيس زيلينسكي المكونة من 10 نقاط، وخطة السلام العالمية، والأمن الغذائي".