صورتان

الصفحة الاخيرة 2023/02/09
...

حسن العاني
1. العنف الأسري: هذه الظاهرة كانت موجودة قبل 2003 بصيغة غير إنسانية ولا حضارية ولا تنم عن موقف رجولي، إذ كان الرجل يستعرض عضلاته في (رأس المرأة)، شقيقته، أو ابنته، أو زوجته على وجه الخصوص. وبعد 2003 أصبح العنف الأسري يمثل استعراض المرأة لعضلاتها وسيطرتها في (رأس زوجها)، فهي لا تتوانى عن ضربه أو طرده من البيت أو حرمانه من الفراش أو وجبة طعام أو حجره في إحدى غرف المنزل، وذلك بسبب تفشي المساواة والحرية وجائحة الفوضى الخلاقة!.

2. حوار مفتوح: أسعدني الحظ أن أكون من بين الذين استمعوا إلى المحاضرة التي ألقاها الدكتور (محمد السعيد) أستاذ (التبادلات التجارية) والرئيس الفخري لجمعية (حقوق الإنسان)، وبما عرف عنه من (صراحة) فقد أوفى متطلبات محاضرته (كشف المستور عن السارق المحظور)، إذ تناول طبيعة السرقات الكبرى التي تم الكشف عنها في الشهور الأخيرة من العام الماضي، وقد أشار من بين إشارات عديدة إلى سرقة القرن التي بلغت مليارات الدولارات، منوهاً في الوقت نفسه إلى أن أحاديث السرقات تفتقر إلى الدقة، لأن العراق منذ سنوات بعيدة شهد حالة غريبة حقاً، فقد كان أقرب ما يكون إلى خزينة مفتوحة من دون أقفال ولا حراسة، ثم ذكر أرقاماً مفزعة كان بمقدور العراق لو استثمرها – ولم تسرق – أن يتجاوز أضعاف ما أنجزته دول الجوار في جميع المجالات، ولكن عصابات النهب حالت دون ذلك.. وانتقل بعدها – وبشيء من التفصيل وبلغة يشوبها الاعتزاز والتباهي والتفاؤل – إلى الحديث عن الجهود (المخلصة) التي تبذلها الحكومة في توجيه ضربات موجعة إلى زعماء السرقة، وما زالت تطاردهم وتواصل جهودها الكبيرة..

كانت آخر فقرات المحاضرة هي (الحوار المفتوح)، وقد تساءل أحد الحضور، وهو شاب بسيط متواضع، وإن كان مثقفاً على ما يبدو [دكتور... رجاء، هل يمكن أن نستدل أو نعرف من يقف وراء هذه الظاهرة وشيوعها منذ عشرين سنة، وقبل ذلك من يحمي الحرامية ويسندهم؟!]، نظر إليه المحاضر نظرة محايدة، ثم قال [أخي الكريم.. دعنا نأخذ قسطاً من الراحة، نتناول فيها الشاي والمعجنات فمنذ 3 ساعات وأنا أتحدث، وبعدها نعود لإكمال الحوار!]، وأشهد أنها كانت مبادرة رائعة أبعدتنا عن لغة الأرقام المتعبة وأحزان السرقة، وأمتعتنا بمعجنات أجنبية لذيذة، وحين عدنا إلى القاعة ونحن على أفضل ما نكون، صحة ومتعة وراحة، ولم يكن الشاب المثقف من بين العائدين مع الأسف – ربما كان على موعد – لكي يستمع إلى المحاضر الذي أدهشنا بصراحته المعهودة. ومع ذلك غادرنا القاعة ونحن غير مقتنعين بإجابته الغريبة خاصة عندما زعم أن الحرامية غير مسنودين من أحد أبداً. وكرر كلمة أبداً ثلاث مرات!.