الترجمة الفوريَّة في بيت الحكمة

الصفحة الاخيرة 2023/02/09
...

 بغداد: نجلاء الخالدي 


استضاف بيت الحكمة في بغداد خبيرة الترجمة الفورية في الأمم المتحدة الأستاذة إنعام محمد حسن عبر جلسة حوارية حملت عنوان "آليات الترجمة في المؤتمرات والمحافل الدولية" أدارها رئيس قسم الدراسات اللغوية والترجمية في البيت د. رضا كامل الموسوي، وحضرتها نخبة من المهتمين والباحثين في شؤون اللغات الإنسانية.

تناولت الجلسة سيرة المترجمة التي عملت لأكثر من ثلاثين عاماً بين أروقة الأمم المتحدة، كما أنها العراقية الوحيدة التي عملت في هذه المنظمة الدولية الكبيرة، وحصلت خلالها على العديد من التكريمات وشهادات التقدير لمهارتها المتفردة، فضلاً عن مهنيتها وحياديتها في مجال الترجمة الفورية.

ثم تحدثت حسن عن تجاربها التي امتدت لسنوات طويلة في مدينة نيويورك حيث المقر الرئيس للأمم المتحدة بين رجالات السياسة، وكبار الرؤساء والمسؤولين داخل المبنى الكبير الذي شهد هدنات السلام، وقرارات الحروب، وأحداثاً ما زالت عالقة بأذهان تلك الفتاة التي حملت أمتعتها وغادرت بغداد  في  شتاء العام 1988 متوجهة إلى باريس للانضمام إلى وظيفتها الجديدة، لم يكن بالطبع الطريق معبداً بالزهور، فقد خاضت تلك الفتاة التي ما زالت تحمل أصولها الجنوبية تحديات كثيرة تجاوزتها بالمثابرة التي جعلتها بين أهم المترجمين في أخطر وظيفة، إذ إن الخطأ فيها غير مسموح، بل أكثر من ذلك، فقد تقوم حروب وتتأثر شعوب وتصدر قرارات ما لم يكن المترجم واعياً بالرهانات الجارية أثناء المناقشات داخل الجلسات  . وعن الصعوبات التي واجهتها خلال عملها في المنظمة الدولية، ذكرت حسن: بأن المترجم الفوري عليه أن يتأقلم بسرعة مع طبيعة الأشخاص الذين يترجم عنهم، لذا فإن عملية الانتقال من لغة إلى أخرى تتطلب معرفة وسرعة، فليس هناك وقت ضائع، لإظهار مشاعر معينة، أو تعاطف تفرضه الطبيعة البشرية، كما حدث خلال إعلان الجانب الأميركي غزو العراق، "كان عليّ أن أبقى صامدة، حيادية مجردة من كل حواسي، لأني هنا يجب أن أكون مهنية إلى أبعد ما تتطلبه هذه المهنة"، وفقاً لتعبيرها. 

وفي مداخلة لمسؤولة شعبة الإرشاد النفسي والتوجيه التربوي في جامعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات د. نضال العبادي عن مميزات المترجم الفوري؟

أجابت أنعام: الشغف بهذا العمل هو ما يجعل المترجم ناجحاً، بالطبع إلى جانب اتقان اللغة، القراءة الموسوعية، وأن يعامل الجميع بالقدرة نفسها من المساواة، وأظن أن هذا هو التحدي الذي يبقينا أمناء على مهنتنا التي تتطلب البقاء على الحياد تحت أي ظرف.

وأشارت حسن: إلى أنها لا تدخر أي جهد في أن تسهم في توفير الدعم والتدريب لأي مؤسسة، أو جامعة تقدم خدمات الترجمة للطلبة والباحثين.

بينما أكد رئيس قسم الدراسات اللغوية والترجمية في بيت الحكمة د. رضا كامل الموسوي، حرص البيت على إثراء النشاطات التي يقيمها بشكل منتظم من خلال استضافة الشخصيات المؤثرة في عملها والتي تركت بصماتها الواضحة على خارطة المعرفة، مشيراً إلى أن مشروع بيت الحكمة في المستقبل هو تأسيس مدرسة للترجمة المتخصصة.