بغداد: نوارة محمد
تنتمي نسرين الملا إلى المدرسة التعبيرية وترى أن هذا الفن مرتبط بما يشهده العالم من متغيرات جذرية ترجعها إلى الرغبة البشرية العارمة في إيجاد منطقة آمنة. وهي أيضاً تجد في المرأة مصدر الهام ووجع لما في قضاياها من ظلم يؤثر في بنية المجتمع.
وترجع نسرين ميولها الفنية إلى تكوينها الفطري، وتقول: هذا ما لاحظه أستاذي بلاسم محمد ياسين، الذي أرشدني إلى عوالمي التعبيرية، وسرعان ما وجدت في التعبير عن صراعات العالم وهوياته وأشكاله ملاذاً آمناً لي فقررتُ ألا أتوقف عن الرسم، لكن صورة المرأة وعظمة قوتها أثرتا بي بشكل شخصي، وهذا ما جعلني أقدم فني لشريحة معينة من النساء اللواتي ولدن من رحم المعاناة وواجهن حياتهن الصعبة بابتسامة شجاعة. ولدت نسرين الملا في بغداد عام 1983 وحصلت على دبلوم الفن التشكيلي من معهد الفنون الجميلة ببغداد عام 2001 ثم نالت بكالوريوس كلية الفنون الجميلة، لتكمل دراستها وتحصل على الماجستير في الفنون التشكيلية.
وتعد نسرين الملا منطقة "الشواكة" ببغداد وهي مكان طفولتها، بيت خيالها الأول الذي جعلها ترى الحياة بمنظار جمالي وتتأثر بكل التفاصيل الإنسانية وتتشرب عذوبة الحياة الشعبية ومعاناتها، وكما تتابع أن: للشواكة عراقة بغدادية، وهناك وجدتني أتأثر بالطاقة النسائية الكبرى، إذ أثارت أحاسيسي تلك التجاعيد التي تملأ وجوههن، كما لو أنها شارة السنين، وهكذا جاء معرضي "نساء الشواكة" لأنقل فيه كل ما شاهدته وعرفته من نساء "الشواكة" وشجاعتهن مع الحياة الصعبة.
الملا التي وجدت أنها مهووسة بالألوان منذ سنواتها الأولى تأثرت كثيراً بوالدها الرسام، ما جعلها تلجأ لمعداته وهي تلوّن أول لوحة. شاركت في معارض مشتركة كان أهمها معرض الطوابع والثوابت البريدي الثالث للهواة في الأعوام 2014 و2015، وسبوزيوم المهرجان العالمي للقراءة عام 2019 والمعهد الثقافي الفرنسي لعام 2020 عن المرأة، ومهرجان عشتار الدولي الثاني عشر في الموصل عام 2021، ومعرض وزارة الثقافة العراقي بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس الدولة العراقية.
وقالت نسرين الملا عن معرضها الأخير "نساء الشواكة" الذي أقيم في المركز الثقافي الفرنسي، وتحاكي عبره الحياة الاجتماعية للمرأة "وصفت المرأة واختزلت العالم بوجودها، لاسيما أنني مرتبطة شعورياً بتلك العوالم، وأظن أن الفنان الحقيقي هو من يحول إحساسه إلى لوحة مرئية، وهذه وظيفة الفن التشكيلي، إننا نجسد ما يمر علينا بهذه اللوحات والصور وباب التأويل مفتوح للمتلقي دون قيد أو شرط".