بغداد: رغد دحام
اتخذ الشارع العراقي منذ وقوع الزلزال في تركيا وسوريا، ملف انهيار السدود التركية وقدرة نظيرتها العراقية على الاستيعاب، مادة دسمة للتداول، بل ذهب إلى المبالغة والمغالاة في الكثير من المواضيع، وحسمت وزارة الموارد المائية هذا الأمر من خلال تأكيدات بقدرة سدود البلاد على استيعاب أي كميات من المياه قد تأتيها من السدود التركية، نافية في الوقت نفسه ما تداولته صفحات التواصل وبعض الفضائيات من مواد تصوّر إطلاق كميات كبيرة من المياه من الجانب التركي.
وذكر مدير عام السدود، علي راضي، في حديث لـ»الصباح»، أن «الخزين المائي في السدود ليس عالياً»، وأن «سدودنا قادرة على استيعاب أي كميات من المياه قد تأتينا من الجانب التركي»، مبيناً أنه «من خلال متابعاتنا فإن السدود التركية لم تتأثر بالهزات الأرضية، وأن وضعها آمن»، وأشار إلى أنه «إذا ما أطلقت تركيا كميات المياه فإن السدود العراقية ستكون قادرة على الاستيعاب، فضلاً عن أنها آمنة وفيها فراغ خزني كبير قادر على استيعاب المياه».
وأثار الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا، قبل أيام، المخاوف من احتمالية تأثر السدود العراقية بالانعكاسات الارتدادية وخاصة «سد الموصل»، الذي يعالج يومياً بمادة الأسمنت لكونه أُنشئ على أرض كلسية فيها نسبة ذوبان عالية، كما أثيرت شائعات متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي تحذر من خطر انهيار السد جراء الانعكاسات الارتدادية لزلزال تركيا وغرق محافظتي نينوى وصلاح
الدين والعاصمة بغداد.
من الجانب التشريعي والرقابي، ذكرت لجنة الأهوار النيابية، أن تركيا لن تتمكن من حبس المياه عن نهري دجلة والفرات أكثر من هذا الوقت.
وقال عضو اللجنة، النائب ثائر مخيف، في حديث لـ»الصباح»: إن «السدود قادرة على استيعاب المياه لأن جميع الخزانات وصلت إلى ما يعرف بـ(الخزين الميت)، ما يؤكد القدرة على استيعاب أي إطلاقات مائية»، مشيراً إلى أنه «إذا لم يتم استيعاب تلك المياه؛ فإنه يمكن تحويلها وطرحها إلى الأهوار».
ونفت وزارة الموارد المائية ما تداولته العديد من وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي من أنباء عن قيام الجارة تركيا بفتح سدودها على إثر الهزات الأرضية التي حدثت في تركيا وسوريا وكإجراء احترازي من قبلهم.
من جانبه، بين الخبير المائي، تحسين الموسوي، في حديث لـ»الصباح»، أن «السنوات الأخيرة الجافة التي شهدتها المنطقة لم تضرب العراق فقط إنما ضربت دول المنطقة، إلا أن تقاسم الضرر لم يكن عادلاً أو على الجميع، بل وقع على العراق فقط، وأن دول الجوار لم تلتزم بالقانون الدولي في تقاسم ضرر الجفاف».
وأضاف، أن «الطاقة الخزنية في سدود العراق وصلت إلى مرحلة (الجزء الميت)، وهي نسبة خطرة»، مبيناً أن «الطاقة الاستيعابية للعراق تصل إلى حدود 180 مليار متر مكعب، وتشمل المسطحات المائية والسدود وكمية استيعاب الأهوار»، ولفت إلى أن «العراق اليوم بحاجة إلى كمية مياه كبيرة، إلا أن وزارة الموارد المائية أكدت أنه حتى اللحظة لا توجد إطلاقات مائية من تركيا».
تحرير: محمد الأنصاري