عبر تصنيعها فواصل للكتب عراقيَّة تشجع على القراءة

الصفحة الاخيرة 2023/02/21
...

 بغداد: سرور العلي 


لم تكتشف عفاف خليل هوايتها بالمصادفة، بل ورثتها من أسرتها التي تمتهن وتحترف الحياكة والتطريز أباً عن جد، فمن خلال الخيوط الملونة الزاهية وبلمساتها الرشيقة، تمكنت من أن تصنع قطعاً فنية أثارت إعجاب الآخرين، ودفعتهم لاقتنائها، وعن ذلك أشارت إلى أن جدتها عملت بالخياطة اليدوية، ثم بعد ذلك والدتها وخالاتها، ولم يقتصر الأمر على الخياطة فحسب، بل تعلمن الحياكة "الكروشيه والتريكو"، والتطريز "الحر والأتمين"، و "المكرمية" وصناعة السجاد اليدوي، والورود وأعمال النمنم والخرز، وفن القص واللصق، كما أن جدها كان نجاراً ماهراً، وأبدع بالنجارة وأعمال الخشب، فولدت عفاف شغوفة بالفن بشكل عام، لا سيما الفنون اليدوية، إذ كانت تشاهد والدتها أثناء عملها بالخياطة، فاستهوتها ألوان الخيوط ونقوش الأقمشة واختلاف ملمسها، فضلاً عن الدروس الفنية التي كانت تتعلمها أثناء مرحلة المدرسة، ومتابعتها للبرامج والتقارير التي تهتم بالفن.

وتسعى الشابة الحاصلة على بكالوريوس علوم حاسبات إلى نشر وتذكير الناس بهذا الفن الراقي، لأنه منسي وترغب بتعريف محبي الفنون وخاصة اليدوية به، وتقصد هنا فن تطريز الأتمين " Cross Stitch " وتطمح لتطويره من خلال إقامة تجمعات وجلسات للمهتمين به، لطرح ومناقشة الأفكار، وتقنيات العمل للارتقاء به، لمستويات أعلى تضاهي الفنانين حول العالم، والمنافسة به محلياً ودولياً، عن طريق إقامة المسابقات والمعارض داخل العراق وخارجه.

وتطمح من خلال فواصل الكتب التي تقوم بصناعتها إلى تشجيع الآخرين على القراءة، مؤكدة أن "القراءة مهمة جداً، وبالتالي أشجع الجميع عليها، فهي إحدى الهوايات التي أمارسها بشغف منذ طفولتي". 

وبينت أنه: ليس هناك وقت ثابت أو محدد، فالوقت المستغرق لعمل فاصلة واحدة يعتمد على التصميم، وكمية أو مساحة التطريز، وأنواع الغرز المستخدمة فيه، لكن الحد الأدنى للوقت عادةً لا يقل عن 6 ساعات للتصاميم البسيطة، ولعمل الفاصلة تحتاج إلى التصميم، وقماش الأتمين، وخيوط التطريز، وقماش للخلفية، وقماش لاصق، ومقص، وأبرة تطريز، وبعض الإكسسوارات، كالخرز، والنمنم، والشرائط وغيرها بحسب متطلبات التصميم.

واجهت عفاف العديد من التحديات ومنها، عدم توفر المواد الأولية ذات الجودة العالية، وارتفاع أسعارها فأغلب المتوفرة في السوق المحلية هي بضائع صينية مكررة، وذات جودة عادية تصلح للمبتدئين في طور التعلم، ما يضطرها إلى الطلب من المواقع الإلكترونية على الرغم من أن أسعارها مرتفعة، وشاركت بالعديد من المعارض الفنية والورش المقامة داخل جامعتها، فتعلمت من خلالها صناعة الفخار، والموزائيك، وبعد التخرج اشتركت في الورشة الحرفية التي أقيمت في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية.