لمن لا يفهم

الرياضة 2023/02/21
...

خالد جاسم

*هناك تصور خاطئ لدى البعض من العاملين في وسطنا الرياضي وتحديداً لدى نخبة المسؤولين وأصحاب العناوين والمواقع وهو تصور قائم على الإحساس بأنَّ مهمة الصحفي والإعلامي الرياضي يجب أن تستند على كيل المديح والإشادة بكل خطوة عمل أو قرار يتخذه هؤلاء المسؤولون أو أصحاب القرار وأن يقتصر دور الصحفي على تسليط الأضواء على الجوانب المشرقة ونقل الحالات الإيجابية في ميادين عملهم فقط وليس أن يضع الإعلامي نصب عينيه النصف الآخر من مسؤوليته المهنية وحسه الوطني ويقظة ضميره عندما يبرز الجوانب السلبية ويضع حالات الإخفاق والمناظر المؤذية في الرياضة ليس من باب الاستهداف لهذا المسؤول أو تصيد أخطاء تلك الجهة الرياضية بل من أجل تبصير ولفت أنظار من يعنيهم الأمر على ما يجري في مؤسساتهم وجهاتهم الرياضية من ممارسات خاطئة أو ما يحدث من سلبيات من الواجب أن يشعر المسؤول أو القائد الرياضي خلالها بالحرص والتفاني من أجل تجاوز مواطن الخلل ونقاط السلب وليس أن تأخذه العزة بالأثم فيعتقد واهماً أنَّ توجيه النقد إليه أو إلى أي مفصل آخر تحت عهدته أنه استهداف له أو جزء من مؤامرة أو أمر دبر بليل ضد مؤسسته أو اتحاده أو ناديه . وعلى الرغم من حرص وإصرار الإعلام الرياضي في ممارسة مسؤوليته المهنية في تشخيص السلبيات ورصد مواقع الخلل أينما كانت في الجسد الرياضي العراقي إلا أن استجابة العديد من المسؤولين وعلى اختلاف مواقعهم لم ترتق إلى مستوى المسؤولية نتيجة ضعف إيمانهم بما يكتب أو نتيجة التسويف والتجاهل للحقائق مهما كان حجمها السلبي ونوعها الموجع متناسين أنَّ التغافل والسكوت عن الأخطاء وعدم معالجتها يؤدي في النهاية إلى إلحاق الأضرار البالغة بالرياضة عموماً والمواقع التي يديرونها والتي هم مسؤولون عنها بشكل خاص طالما أن الجميع ينطلق من موقع الحرص والشعور العميق بالمسؤولية، لأنَّ الصحافة الرياضية تعكس نبض الشارع الرياضي كما تترجم هموم وتمنيات شريحة كبيرة من الرياضيين حتى وإن كانت طروحاتها مشبعة بالنقد الهادف والبناء وإن فسر البعض الأمور وفق ما تشتهي نفسه وتنسجم مع هواه لأن المهم أن تنبه وتلقي حجراً في الماء الراكد بدلاً من ارتداء عباءة الصمت والفرجة المجانية أو المدفوعة الثمن على ما يحدث.