موسكو: وكالات
علقت الرئاسة الروسية مشاركتها في معاهدة الأسلحة الهجومية الستراتيجية، فيما عبر حلف الناتو عن أسفه للإجراء.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين : إن الدول الغربية في بداية العقد الأول من القرن الحالي "تركت المارد يخرج من القمقم" وأغرقت مناطق بأكملها في الفوضى.
وأضاف بوتين خلال حديثه أمام الجمعية الفيدرالية: "في مؤتمر ميونخ، كانت هناك تصريحات لا نهاية لها حول روسيا. ويبدو أن هذا تم فقط لجعل الجميع ينسون ما فعله ما يسمى بالغرب في العقود الأخيرة. لقد تركوا المارد يخرج من القمقم، وأغرق مناطق بأكملها في الفوضى".
وتابع الرئيس الروسي قائلا:"نتيجة الحروب التي شنتها الولايات المتحدة بعد عام 2001، مات ما يقرب من 900 ألف شخص، وظهر أكثر من 38 مليون لاجئ.. كل هذا وهم يحاولون الآن محوه من ذاكرة البشرية. يتظاهرون بأنه لم يحدث شيء. لكن لا أحد في العالم قد نسي ذلك ولن ينسى".
وأكد الرئيس بوتين أن الغرب هو من بدأ الحرب و"نحن حاولنا ونحاول إيقافها".
وتابع قائلا: "الغرب كان يلعب بأوراق مختلطة ويحتفل بخيانته فهو معتاد على البصق على العالم كله".
وبين بوتين: "أنا مضطر لأن أعلن اليوم أن روسيا ستعلِّق مشاركتها في معاهدة الأسلحة الهجومية الستراتيجية. أكرر، ليس الانسحاب من المعاهدة. لا، بل بالتحديد تعليق مشاركتها. ولكن قبل العودة إلى المناقشة والبحث بشأن ستارت، يجب أن نفهم، ما الذي تريده تلك الدول مثل فرنسا وبريطانيا وكيف سنأخذ في الاعتبار ترساناتهما الستراتيجية، أي القدرة الضاربة المشتركة لتحالف شمال الأطلسي؟!".
وأضاف: "إن روسيا تعلق مشاركتها في معاهدة ستارت.. الولايات المتحدة، من خلال الناتو، توجه إنذاراً وتنبيهاً لموسكو بشأن معاهدة ستارت الجديدة.. واشنطن تطالب بتحقيق جميع النقاط، بينما تخطط واشنطن للتصرف كما تشاء".
بالمقابل لفت الرئيس إلى أن واشنطن تفكر في إجراء اختبار للأسلحة النووية، و"هذا الأمر بات معلوماً، وبناء عليه يجب أن تكون وزارة الدفاع و"روساتوم" على استعداد لاختبار الأسلحة النووية في حال قامت الولايات المتحدة بذلك أولاً".
في المقابل، أعرب حلف "الناتو" عن أسفه لقرار روسيا تعليق مشاركتها في معاهدة الأسلحة الهجومية الستراتيجية.
وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ في مؤتمر صحافي :"آسف لقرار روسيا اليوم تعليق مشاركتها في معاهدة نيو ستارت"، معتبراً أنه "في السنوات الماضية انتهكت روسيا اتفاقيات رئيسة لمراقبة الأسلحة وتخلت عنها".
ورأى أنه "بقرار اليوم المتعلق بنيو ستارت تم تفكيك هيكلية مراقبة الأسلحة بالكامل"، في فترة ما بعد الحرب الباردة في أوروبا. وقد تم التوقيع على تلك المعاهدة بين روسيا والولايات المتحدة الأميركية بشأن زيادة تخفيض الأسلحة الهجومية الستراتيجية والحد منها في 3 يناير/كانون الثاني 1993، والمعاهدة هي مذكرة تفاهم بشأن تسجيل الرؤوس الحربية والبيانات الخاصة بالقاذفات الثقيلة، وبروتوكول بشأن الإجراءات التي تحكم القضاء على الصواريخ الباليستية الثقيلة العابرة للقارات.
أعرب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عن أسف بلاده لقرار روسيا تعليق مشاركتها في معاهدة "ستارت الجديدة "، لكنه شدد على أن واشنطن ما زالت "مستعدة" لمناقشة القضية.
وقال بلينكن : إنه "في السنوات الماضية انتهكت روسيا اتفاقيات رئيسية لمراقبة الأسلحة وتخلت عنها"، مؤكداً "أننا نظل مستعدين للحديث عن قيود الأسلحة الستراتيجية في أي وقت مع روسيا، بغض النظر عن أي شيء آخر يحدث في العالم أو في علاقتنا".