بغداد: نورا خالد
تصوير: نهاد العزاوي
تحت عنوان "مهاجرون"، افتتح الاثنين الماضي معرض النحات هيثم حسن في قاعة برونز بحضور عدد من الفنانين التشكيليين والمهتمين بالشأن الفني. أحد عشر عملا جسد خلالها النحات معاناة المهاجرين عبر مسيرة اللجوء و"الحلم الغبي" حسب حسن. وقال حسن الذي اختبر هذه التجربة كونه أحد المهاجرين عن معرضه "هو تجربة من ضمن سلسلة تجارب أقوم بها كي أحقق ما أتمناه للنحت العراقي".
وأضاف أن "المعرض هو رؤى ومشاهد من حياة المهاجرين العراقيين وأنا أحدهم، إذ حاولت أن أكرر هذه المشاهد بأعمال فنية أضيف عليها رؤياي الشخصية، كي أوصل فكرة أنني ضد الهجرة من خلال 11 عملاً تناولت أغلب المواقف التي تعرض لها المهاجرون في المنفى".
التشكيلي معراج فارس كان له رأي في "المهاجر"، إذ أشار إلى أن "حسن من النحاتين الذين لهم بصمة في الحركة التشكيلية العراقية، واستطاع خلال هذا المعرض أن يدخل تقنيات مختلفة وأضاف اللون وبعض التفاصيل البسيطة، التي أعطت لأعماله رونقاً خاصاً، وابتعد عن كل الأشياء، غير مقلد لأحد، فنان له أهميته، نقل ما تعرض له خلال هجرته الطويلة في معرضه هذا الذي أقامه في العراق بلده الأم".
"يتعامل أغلب النحاتين مع مادة البرونز إلا هيثم يتعامل مع كل المواد".. بهذه الكلمات بدأ النحات رضا فرحان حديثه عن معرض زميله، وبين أن "حسن من الفنانين الذين استطاعوا أن يدخلوا اللون إلى النحت، وهذا من الأشياء التي تحسب له، إذ لديه تجارب عدة في هذا المجال، وبمعرضه هذا استطاع أن يقدم تجربة متميزة تعتمد على مفهوم الهجرة والضياع، فنلاحظ تجسيده للوضع الذي عاشه طوال فترة هجرته، فنرى العمل يجسد مفاهيم الهجرة، إذ قدمها بشيء من العاطفة والحسية والتلقائية والبساطة، فنتجت عنها أعمال مبهرة ومؤثرة". وأوضح: ربما نجد غرابة في اللون بالأعمال النحتية، إلا أنه أوصل أفكاره، فكل عمل فيه مفاهيم لهذه الهجرة، ومنها عمل الإنسان حاملاً حقائبه، كأنه يجسد ذكريات تاريخ وحياة خاصة غادرها إلى عالم مجهول.
زميلة النحات هيثم حسن فناً واغتراباً وفاء الراوي قالت "غالباً ما يفاجئنا بأعمال جديدة رغم أنها قليلة إلا أنها معبرة تحاكي الواقع الحقيقي لكلمة مهاجرين، أعماله كأنها حكاية وليست تماثيل أو لوحات فنية، فهي رسالة واضحة تحاكي الظروف التي عاشها من هاجر من هذا البلد وعاش المعاناة التي نقلها هيثم بمعرضه هذا".
خاتمة "قطع بحجم صغير إلا أن وقعها كبير علينا، جسد كلمة مهاجر بكل معانيها، فالهجرة ليست السفر خارج الوطن، وإنما أيضاً الهجرة داخل الروح، والهجرة داخل الوطن، لذلك لا أعتقد أن هناك عراقياً واحداً لم يشعر بهذا الإحساس، فالهجرة موجودة داخل كل إنسان".