ندوة عن تلوث المياه

الصفحة الاخيرة 2023/02/23
...

 رحيم رزاق الجبوري


أقام البيت الثقافي في المحمودية ندوة ثقافية، حملت عنوان: "تلوث المياه في العراق.. رؤى ومعالجات"، استضاف فيها الدكتور حسين عودة كريدي. 

وتناول كريدي ببحثه، في الجلسة التي أقيمت في قاعة البيت الثقافي التلوث البيئي الذي أصاب البلد، قائلاً: "يعاني العراق من خلل كبير في نظامه البيئي والبايولوجي، الذي أفرز العديد من القضايا الصحية والاجتماعية والاقتصادية، ويعيش تحديات كبيرة، في هذا المجال".

وأضاف أن "تلوث الهواء في العراق وتأثره بعوادم الطاقة ومخلفاتها، وكذلك تلوث تربته، بسبب كثرة الحروب التي جرت على أراضيه وتأثيراتها السلبية، فضلاً عن استعمال الأسمدة الكيميائية. وتلوث المياه، التي تعتبر عصب الحياة، هي من أهم العوامل التي أفرزت واقعاً بيئياً غير صحي، وآثاره السلبية واضحة للعيان".

وأشار إلى أن العراق سجّلَ خروج أكثر من 1000 دونم من أراضيه، بسبب هذه الملوثات ونقص تدفق المياه. بسبب تحكم دول الجوار بمنابع الأنهار، والسيطرة على مواردها، مع انخفاض كبير بهطول الأمطار إلى 40 بالمئة من معدلاتها، وبذلك فقد خسر العراق في السنوات المنصرمة 90 بالمئة من إمداداته من المياه التي كانت تصل إليه. 

وأوضح أن "هناك سبباً آخر للتلوث، وهو الصرف الصحي، إذ تشير الإحصائيات إلى أن نسبة 34 بالمئة من السكان العراقيين، مخدومون بهذا المجال، وهذا خلل ومؤشر خطير على البيئة الصحية للبلد".

ونوّه الدكتور إلى خطر التلوث النفطي، قائلاً: "يعد التلوث النفطي من المخاطر الكبيرة التي تلحق ضرراً بليغاً بالبيئة العراقية، ومنها المياه المصاحبة لاستخراج النفط، وتكرير وإنتاج المركبات النفطية، مروراً بحوادث الناقلات وأنابيب النقل والتسريب الطبيعي".

وختم حديثه بالإشارة إلى بعض الرؤى والمعالجات التي من شأنها الحد من هذا التلوث الخطير، ومنها: "وجوب إعادة تدوير المياه واستخدامها مرة أخرى، وإعادة استخدام مياه الصرف الصحي، وتطوير محطاتها، وأخيراً إعادة استخدام المياه الرمادية".

وشهدت الندوة التي أدارها الإعلامي ثامر الحداد، عدداً من المداخلات، من قبل الحاضرين الذي أسهموا بإنجاح هذا النشاط الثقافي والمعرفي، معبرين عن شكرهم وتقديرهم للضيف المحاضر على هذا الكم الكبير من المعلومات التي تخص خطورة الواقع البيئي في البلاد. بدورها، قدمت إدارة البيت الثقافي في المحمودية، شكرها وامتنانها للدكتور كريدي، على تواصله مع البيت الثقافي، وإسهامه الفاعل في تقديم هذا النشاط المعرفي، مقدمة له "شهادة تقديرية" تثميناً لجهوده الطيبة في إثراء وتعزيز المشهد الثقافي والبيئي في مدينة المحمودية.