عبقريَّة الإدارة تحصدُ النجاح

اقتصادية 2019/04/10
...

إيمان الآلوسي
 
قصص نجاح شركات عمالقة مثل (ابل, والت ديزني, ديل, فورد) قادها عظماء أصحاب عزيمة ومهارة إداريَّة بدأت من مشاريع وأفكار لشركات بسيطة لتتحول لشركات تمتلك المليارات وشهرة واسعة وتوظف أعداداً كبيرة من الموظفين الأكفاء المبدعين.
حيث ستيف جوبز وهنري فورد ومايكل ديل وغيرهم يحملون جذوة الرغبة والشغف التي لا تطفأ وقيماً عميقة وإيماناً مطلقاً بالنجاح توازيها عبقريَّة إداريَّة تحترم موظفيها وتختارهم بمهارة وتحرص على توفير بيئة عمل آمنة ومستوى موارد مالية يضمن رفاهاً اجتماعياً لمستقبلهم.
إنَّ إتقان التغيير في الأهداف والطموح يعتمد على خلق فريق من الكفاءات البشريَّة المتميزة لبناء عناصر النجاح الأساسيَّة وإعادة توزيع المهام وتقليص حجم النفقات يعتمدُ على قيم وفلسفة الإدارة لمدراء المؤسسات وتبرز في عمليات الدمج بين الشركات وفي حالة الأزمات والتعثر المالي وقصة الدمج بين الشركة الأميركية للخدمات المالية ويلز فارغو WELLS FARGO  وبنك كروكر CROCKER NATIONAL CORPORATION مثالٌ يبين الفرق بين طريقة وفلسفة الإدارة بين الشركتين، إذ استغنت فارغو عن 1650 موظفاً من بنك كروكر وأغلقت 120 مكتباً ومنهم مدراء تنفيذيون بعد أنْ استحوذت على البنك كان مدراء بنك كروكر يعيشون حياة رفاهية، إذ بنوا مطعماً لتناول الغذاء بمبلغ 500 مليون دولار بينما فارغو يتناول المدراء طعامهم في بناية مجاورة.
إنَّ إعادة هيكلة المؤسسات قرارٌ مصيريٌ يجب أنْ يخضع لمعايير عادلة ومهنيَّة وضمن خطة ستراتيجيَّة لا يتدخل فيها الإقصاء الشخصي والانتقامي كي لا يؤدي الى نتائج سلبيَّة وخلق بيئة عمل مضطربة تفتقد الأمان الذي هو البنية الحاضنة للإبداع والشغف المؤدي الى النجاح والربح المستمرين. الدروس المستحصلة من تجارب شركات عالمية حققت شهرة ومكاسب هائلة في سنوات من بدايات بسيطة بذكاء اختيار الأشخاص الأكفاء ووضعهم في المكان المناسب وخلق فريق من الكفاءات البشريَّة المتميزة يثبتُ أنَّ موجة النجاح المهني ليست ضربة حظ ولا ترتبطُ بعمرٍ أو شخصٍ معينٍ ولا تتوقف عند حدود.
وإنَّ عملية إعادة هندسة أو ضبط الشركات لإيقاف عملية الهدر المالي وخلق بيئة تنافسيَّة ترفعُ مستوى الإنتاجيَّة يجب أنْ تقوده إدارة حازمة تمتلك رؤية مستقبليَّة. لأنَّ بقاء أعدادٍ كبيرة من العاملين غير الأكفاء يؤثر في بيئة العمل وينتقصُ من حقوق العاملين الأكفاء ويحرمهم من الكثير من المزايا والمكافآت الشخصيَّة ويفقدهم الحماس للعمل لعدم وجود بيئة عمل تنافسيَّة.