بغداد : الصباح
استقبل رئيس الجمهوريَّة عبد اللطيف رشيد، في قصر بغداد، أمس الأربعاء، وزير الخارجيَّة الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق له الذي وصل للعاصمة بغداد بوقت مبكر فجر أمس، كما التقى الوزير الضيف رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ووزير الخارجية فؤاد حسين.
وذكر المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية في بيان، أنَّ "رئيس الجمهورية عبد اللطيف جمال رشيد تلقى دعوة رسمية من الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي لزيارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية"، مبيناً أنَّ "ذلك، خلال استقباله في قصر بغداد، وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان والوفد المرافق له، حيث وعد رئيس الجمهورية بتلبية الدعوة في أقرب فرصة ممكنة".
وأكد رشيد أنَّ "العراق وإيران بلدان جاران وتربطهما علاقات تاريخية وأواصر مشتركة، إذ بإمكانهما أن يسهما في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، وتشجيع الركون إلى الحوار والتهدئة لحل الإشكاليات في القضايا الإقليمية والدولية"، لافتاً إلى أنَّ "ترسيخ الأمن يتطلب تعاون جميع دول المنطقة".
وأشار رئيس الجمهورية إلى "ضرورة التنسيق والتشاور حيال القضايا ذات الاهتمام المشترك بما يخدم مصالح الشعبين العراقي والإيراني وسائر شعوب المنطقة"، منوهاً بـ"أهمية التواصل وتبادل وجهات النظر والأفكار بين مسؤولي البلدين لمواجهة تحديات الإرهاب والتطرف".
وأشاد رشيد بـ"مواقف الجمهورية الإسلامية ووقوفها إلى جانب الشعب العراقي في مواجهة السياسات الدكتاتورية للنظام السابق ومساندة الكرد بعد تعرضهم لمجزرة حلبجة والأنفال وما تلاها في الحرب على عصابات داعش الإرهابية".
من جهته، أكد وزير الخارجية الإيراني "موقف بلاده الداعم لجهود العراق في ترسيخ أمنه واستقراره، ورغبتها في تعزيز المشتركات بين البلدين وإدامة أواصر العلاقة التاريخية بين الشعبين الجارين وبما يخدم التعاون والتنسيق المشترك".
وأشار عبد اللهيان إلى أنَّ "من اهتمامات بلده مواجهة العواصف الرملية، وأنه من المتوقع أن تقيم إيران مؤتمراً وزارياً الصيف المقبل لمناقشة سبل مواجهة العواصف الرملية".
كما استقبل رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية والوفد المرافق له.
وذكر بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء أنَّ اللقاء شهد بحث العلاقات الثنائية بين البلدين، ومناقشة عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، والتأكيد على تعزيز آفاق التعاون في المجالات الأمنية والاقتصادية والثقافية.
وأكد السوداني، خلال اللقاء، حرص الحكومة العراقية على إدامة أفضل العلاقات مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، والرغبة في توطيد التعاون والشراكة على مختلف المجالات.
ونقل الوزير الإيراني تحيات رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية إبراهيم رئيسي إلى رئيس الوزراء، وتأكيده عمق العلاقات الأخوية بين البلدين الجارين، معرباً عن تطلع بلاده إلى عقد جولة جديدة من المباحثات للّجنة العليا المشتركة بين الجانبين، والتزام الحكومة الإيرانية بكل ما من شأنه أن يسهم في تقدم العراق وازدهاره.
وفي السياق، استقبل رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي وزيرَ الخارجية الإيراني، وبحث اللقاء العلاقات الثنائية بين البلدين، والتعاون في مختلف المجالات، فضلاً عن مناقشة عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وأشار الحلبوسي، خلال اللقاء، إلى انفتاح العراق في علاقاته مع جواره ومحيطه الإقليمي والدولي، مؤكداً أهمية تعزيز سبل التعاون بين البلدين، وأنَّ مجلس النواب يدعم جهود الحكومة بهذا الصدد.
وسبقت لقاءات الوزير الضيف بالرئاسات الثلاث، جولة مباحثات أجراها معه نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية فؤاد حسين.
وقال حسين خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإيراني: "تطرقنا مع وزير الخارجية الإيراني إلى مجموعة من القضايا التي تهم البلدين، والوضع الأمني والحدودي كان جزءاً من المباحثات"، مبيناً أنَّ "الحكومة العراقية اتخذت مجموعة من الإجراءات لحماية الحدود مع إيران".
وأوضح أنَّ "الدستور العراقي يمنع استخدام الأراضي العراقية للهجوم على دول الجوار"، مشيراً إلى "التطرق للمستحقات الإيرانية المتعلقة بشراء الغاز، خاصة أنَّ المستحقات الإيرانية كانت جزءاً من المباحثات في واشنطن".
وأضاف أنَّ "هناك خطوات في ملف الربط السككي، وتم بحث القضايا الإقليمية والدولية ونتائج الزيارة إلى واشنطن المتعلقة بالجانب الإيراني"، منوهاً بأنَّ "التوصل إلى تفاهمات بين إيران وأميركا مهم للعراق".
من جانبه، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان: إنَّ "إيران تدعم عراقاً واحداً ومستقلاً وقوياً، فضلاً عن دعمها قرار العراقيين في تقرير المصير"، مؤكداً "ضرورة التسريع بملف متابعة جريمة اغتيال قادة النصر".
وأوضح أنَّ "قوة العراق وتقدمه يعدّان من قوة إيران وأمنها"، لافتاً إلى أنَّ "مباحثات مهمة أجريت في إطار اللجنة الأمنية المشتركة بين العراق وإيران، وندعم تعزيز أمن العراق وسيادته في مواجهته للإرهابيين". وتابع أنَّ "الحكومة العراقية عازمة على ألا يكون العراق منطلقاً لتهديد دول الجوار، والجهود مستمرة في إطار تطوير العلاقات الإيرانية مع العراق"، مشيداً "بالجهود العراقية في تعزيز الحوار بين طهران والرياض".
يذكر أنَّ وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان وصل إلى مطار بغداد فجر أمس الأربعاء، على رأس وفد حكومي في زيارة رسمية للعراق لإجراء مباحثات سياسية مع كبار المسؤولين العراقيين.
وكان في استقبال عبد اللهيان في مطار بغداد، نائب وزير الخارجية هشام العلوي وبعض المسؤولين في وزارة الخارجية العراقية والسفير العراقي لدى طهران تلبية لدعوة رسمية من وزير خارجية العراق فؤاد حسين.
وقال الوزير الإيراني في تصريحات عقب وصوله إلى بغداد: إنَّ "هناك مشاورات وثيقة بين طهران وكبار المسؤولين العراقيين بشأن القضايا الإقليمية والدولية المهمة، ونحن اليوم في بغداد لإكمال هذه المشاورات".
وتابع بالقول: إنَّ "الدور الإقليمي للعراق بات أبرز من أي وقت مضى، وإنَّ هذه الزيارة تأتي بالتزامن مع اجتماع البرلمانات العربية في العراق مما يشير إلى عودة العراق إلى دوره الطبيعي"، ولفت إلى أنَّ "عودة العراق الشقيق إلى دوره الطبيعي في المنطقة تبعث على الارتياح نظراً لعلاقاتنا الممتازة مع بغداد، وهناك قضايا متنوعة مدرجة في جدول أعمال هذه الزيارة".