بغداد: الصباح
على الرغم من دخولهم بشكل رسمي وانسيابي بدون تأشيرة بحسب الاتفاق المبرم بين العراق وإيران، يواجه قرابة 700ـ 800 طالب عراقي للدراسات العليا في جامعة الأديان والمذاهب في مدينة قمّ المقدسة، مشكلات تتعلق بعدم منحهم الفيزا الدراسيَّة وتأخير تنظيم الإقامة التي تهدد مستقبلهم الدراسي في الحصول على شهادة أعلى.
وناشد الطلبة الحكومة ووزارتي التعليم العالي والداخلية، بالتحرّك العاجل للتنسيق مع الجانب الإيراني لإنهاء معاناتهم بخصوص إجراءات الإقامة وما يُعرف بـ(البلا مانع) الذي يحرمهم من الحصول على الفيزا الدراسية، وانتقدوا في الوقت ذاته ضعف دور الملحقيات الثقافية في متابعة وحل مشكلاتهم.
وتشترط وزارة التعليم العالي مدة إقامة أربعة أشهر للتخصصات الإنسانية و6 أشهر للتخصصات العلمية للدارسين في الخارج، حيث تقتصر متابعتها بعد انقضاء مدة الدراسة على الختومات الموجودة في جوازاتهم، لكن الجانب الإيراني يشترط حصولهم على فيزا دراسية وتأشيرة إقامة في إجراءات وُصفت بالمعقدة من قبل الطلبة.
وقال لفيف من الطلبة في أحاديث خاصة لـ"الصباح": إنهم باشروا الدراسة في جامعة الأديان والمذاهب منذ عامي 2020 و2021، إذ كان معترفاً بها من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وتم قبول الطلبة فيها ودفع الأقساط الدراسية التي طلبتها الجامعة.
وأضافوا أنَّ وزارة التعليم قامت بعد مدة بإلغاء الاعتراف بمجموعة من الجامعات الإيرانية، من بينها جامعة الأديان، إذ أصدرت دليل ابتعاث جديداً للطلبة، لكن باحتساب شهاداتنا الدراسية وتعليمات جديدة بهذا الصدد.
وأوضحوا أنه على الرغم من دراستهم منذ المدة المذكورة وقبل إلغاء الاعتراف بها، لكنهم لم يتم منحهم الفيزا الدراسية حتى الآن بسبب تأخر إصدار ما يُعرف بـ(البلا مانع) من قبل وزارة العلوم الإيرانية، إذ وعدتهم الجامعة بحل الموضوع مراراً وتكراراً لكن لم يحصل ذلك حتى الىن.
وأكدوا أنَّ إجراءات الإقامة للطلبة روتينية ومعقدة وتحتاج إلى قرابة 20 يوماً على الأقل لاستحصال الختومات المطلوبة، وهذا الأمر ينطبق على أغلب الطلبة الذين يعانون من تلك الإجراءات.
ودعا الطلبة الحكومة ووزارتي التعليم العالي والداخلية إلى التحرك بشكل عاجل لحل مشكلاتهم بسبب ضعف دور الملحقيات الثقافية في متابعة هذه المشكلات التي تهدد مستقبلهم الدراسي، إذ وصلوا إلى مراحل متقدمة بالدراسة، لكنَّ هذه الإشكاليات
تمنع إكمالها.
واتصلت "الصباح" بداية الأسبوع الحالي، بالمتحدث الرسمي لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي لإيصال صوت الطلبة، إذ طلب إرسال المناشدة عن طريق "الواتساب" بغية إيصالها للجهات المعنية ومعرفة ملابسات هذه القضية وتدقيقها، وبالفعل تم رفع المناشدة، وبعد مرور أيام قليلة حاولت "الصباح" الاتصال به مرة أخرى لمتابعة ملف القضية لكن دون جدوى.