د. علاء هادي الحطاب

بطبيعة الحال ما يجمع علاقات الدول في العالم هو المصالح المشتركة باستثناء الدول التي تحظر دساتيرها وقوانينها التعامل مع بعض الدول، لهذا نجد أن مجمل الزيارات والاتفاقيات والمعاهدات بين الدول تصب في هذا الاتجاه، إذ أن الثابت الوحيد في هذه العلاقات هو المصالح المشتركة. 

مع انعقاد مؤتمر اتحاد البرلمان العربي الذي يرأسه العراق بدورته الحالية بعد مضي قرابة أربعين عاماً على آخر اجتماع له في العراق الأمر الذي يؤشر تقدماً مهماً في موقع العراق الريادي في المنطقة وكذلك في دبلوماسيته، لاسيما أن العراق يمتلك من المقومات الاقتصادية والجيبولتيكية ما يؤهله لأداء دور قيادي في المنطقة إن أحسنّا كدولة أداء هذا الدور واستثمار ما نمتاز به من مقومات جيوسياسية، وأبسط مجالات الاستثمار وفي حدها الأدنى هو تعامل تلك الدول مع المقيمين العراقيين على أراضيها أو الزائرين لها، إذ عانى العراقيون مصاعب جمة في تعامل تلك الدول معهم سواء عند دخولهم لمطارات تلك الدول أو خلال تواجدهم فيها، أو تقليل الشروط والمعرقلات أمام المواطن العراقي في سبيل الحصول على تأشيرة تلك الدول إلا من خلال إجراءات معقّدة بل إن بعضهم يفرض على العراقيين شروطاً دون سواهم من بقية الدول العربية، فضلاً عن التأخير في دخول تلك الدول. 

لذا واجب الدبلوماسية العراقية وكل أجهزة الدولة المعنية بمؤسساتها وشخصياتها المعنوية أن تناقش هذا الملف مع تلك الدول كأبسط حقوق الانتماء إلى المنظومة العربية، فضلاً عن استعادة العراق لدوره ومكانته في المنطقة، فمن غير الممكن القبول بعد الان بوضع فيتو أو معوق على دخول العراق لمنظومة ينتمي لدولها بل ويرأس اتحادها البرلماني العربي، كذلك الحال في زيارات بقية المسؤولين العراقيين أو استقبالهم لمسؤولين من دول مجاورة أو عربية، إذ يجب أن تحضر هذه الجزئية في مساحة اهتمامهم لأنها تعطي للفرد العراقي مؤشراً لقوة الدولة التي يقع تحت رعايتها وحمايتها.

نعم هذا الأمر تحسّن بعض الشيء ولم يكن كما في سنوات ما بعد 2003 وبعض الدول تعاملت بشكل أفضل مع الوافد العراقي لها ربما بسبب وضعه الاقتصادي كوافد إلى بلد يعيش حالة تدهور اقتصادي وسوء معيشة مواطنيه لذا ينظر إلى الوافد العراقي من هذه الناحية لا من نواحي أخرى، وهنا نحتاج كدولة إلى تفعيل التعامل بالمثل في كل علاقاتنا مع الدول التي تربطنا معها مصالح مشتركة فضلاً عن ارتباطنا بها من خلال منظومة تكون فيها القواسم المشتركة كثيرة ومتعددة الجوانب .