محمد مسير: اللوحة عالمي الذي أقترح به ما أراه

الصفحة الاخيرة 2023/02/26
...

 بغداد: نوارة محمد 


مرّ الفنان محمد مسير بعدد من التحولات في لوحته التشكيلية، لكنه كان يميل إلى التعبيرية والتجريدية التعبيرية في بعض الأحيان، كونها تعكس مقترحاته، إذ يرى أنه بحاجة دائمة للانتقال وتغيير أساليب الرسم، كما يقول "جربت العمل في أغلب المدارس الفنية، ولكني أميل إلى التعبيرية وأحياناً التجريدية التعبيرية لأنها الأقرب لي، أشعر أنني بواسطتها يمكنني تجسيد ما أود وصفه وبالشكل الذي أرغب، اللوحة هي عالمي الذي أقترح به ما أراه." 

محمد مسير الذي ولد في عام 1963 بالبصرة، والحاصل على شهادة البكالوريوس من كلية الفنون الجميلة بجامعة بغداد عام 1989 شارك في العديد من المهرجانات والمعارض الفنية داخل العراق وخارجه، وأقام ثلاثة معارض تشكيلية شخصية، إذ قدم أول معارضه عام 2004 في بغداد، لتبدأ رحلة شاقة ومثيرة خلال سنواته المقبلة، يرى أن اللوحة التشكيلية مرنة ومحاولة فهمها مرتبطة بخيال المشاهد، لا سيما أن الإحساس الذي يثيره الفن يرتبط بالتذوق الذاتي الشخصي ووعي المتلقي.

ويضيف: "الفنان العالمي كاندنسكي وهو يربط بعملية التذوق بين الموسيقى والرسم يرى أن للوحة إيقاعاً لونياً، كما أن للموسيقى إيقاعاً صوتياً.. نعم، ليست هناك شروط معينة تحكم العمل التشكيلي كما يفعل الاحساس، العمل التشكيلي يصل للمدركات الحسية ولا وجود لتأثير عقلاني لفهمها".  

ويتابع "الفن التشكيلي بعد مراحل الكلاسيكية 

والواقعية وهي مراحل محاكاة للواقع بدأ أكثر ميولًا للاختزال والتجريد، وبذلك أصبح قريباً من الفن الموسيقي الذي يعتبره كاندنسكي هو أكثر الفنون تجريداً ورقياً، وسرعان ما يضع الفنان توقيعاً لعمله يشعر بأنه انتهى من صنع العالم الذي أراد اقتراحه ويترك اللوحة للمتلقي".

محمد مسير الذي جسد الأحداث والحروب وما عاشه في العراق بلد الأزمات في معارضه الشخصية يلفت إلى أنه يجسد الوقائع والأحداث وما عاشه في فصول حياته. ويرى أن الدور الذي تلعبه الألوان له دلالات خاصة، "لا شك أن للألوان دلالات كبيرة وتبدأ تأثيرها بالفنان أولاً وذلك يرتبط في إدراكه الشخصي ومدى احساسه ومشاعره في مواكبة الأحداث. وقد يكون لها أثر مهم في اللون المطروح وفي أكثر الأحيان تكون الألوان المسربة من وحي الفنان بفعل عاطفي لا عقلاني وخصوصاً في المراحل الأولى من بناء اللوحة التي يعدها الفنان مساحتهُ الشخصية".