الاتحاد البرلماني العربي يناقش قضايا المرأة ودعم الشباب والأزمة الفلسطينية

العراق 2023/02/26
...

 بغداد: مهند عبد الوهاب

ركزت أعمال مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي في دورته الرابعة والثلاثين في بغداد برئاسة العراق في مناقشاتها على القضايا العربية الراهنة ومن بينها العمل العربي المشترك والتضامن المؤسساتي واتخاذ مواقف موحدة إزاء القضية الفلسطينية وإعادة سوريا إلى موقعها العربي، بالإضافة إلى مناقشة القضايا الاقتصادية والمجتمعية العربية وصولا إلى مسائل تتعلق بالاتحاد العربي للبرلمانات.

 

إعلان بغداد 

وتطرق البيان الختامي للمؤتمر إلى جملة من التحديات التي ناقشها كان على رأسها إعادة سوريا إلى موقعها العربي وضرورة التضامن معها خلال أزمة الزلزال المدمر الذي ضرب عدداً من مناطقها، بالإضافة إلى تشكيل وفدٍ برلماني لزيارتها.

وذكر “إعلان بغداد” أن “المجتمعين يعلنون تضامنهم مع الشقيقة سوريا، مع تشكيل وفد من الاتحاد البرلماني العربي للتأكيد على دعمها والوقوف مع شعبها واستمرار تقديم الإمكانات اللازمة للوقوف مع الأشقاء السوريين بعد حادث الزلزال الذي أصاب عدداً من المدن والقرى فيها، وضرورة العمل العربي المشترك على كافة المستويات لعودة سوريا إلى محيطها العربي وممارسة دورها في الساحات العربية والإقليمية والدولية» .

وتطرق البيان إلى التضامن مع العراق، إذ أشار إلى أن “المؤتمرين يؤكدون على موقفهم التضامني مع جمهورية العراق الشقيق، وضرورة توفير كل ما يلزم لتعزيز استقراره وسيادته ووحدة أراضيه، ووقوفهم الدائم والراسخ وبكل الإمكانات إلى جانب الأشقاء العراقيين، فالعراق الشقيق لم يتوانَ في يوم من الأيام عن مساندة ونصرة أي بلد عربي شقيق، بمختلف الوسائل والطرق» .

واضاف البيان أن “المؤتمرين يشددون على جدوى الحوار والتشاور بين الأشقاء بهدف تقديم رؤية واضحة تمّكن من تحديد مواطن الضعف والخلل”، مؤكداً على “رفض أي فكر يدعو إلى الكراهية والعنصرية والاقصاد والتهميش تحت أي ذريعة كانت، ونحث المؤسسات الدينية والفكرية والتعليمية للقيام بما يجب عليها بغية التصدر لأفكار التطرف والعنف والإرهاب، وفي هذا الإطار ندين العمل الهمجي والجريمة المروعة لمتطرفين من السويد أحرقوا نسحة من المصحف الشريف، بما يعد انتهاكاً صارخاً للمبادئ والمواثيق» .

وبشأن القضية الفلسطينية ذكر البيان، أن “الاتحاد البرلماني العربي يجدد موقفه التضامني الداعم والراسخ لكل جهد يصب في دعم القضية المركزية للأمتين العربية والإسلامية، قضية فلسطين العربية أبد الدهر والتاريخ، مؤكداً العزم والإصرار على بذل الغالي والنفيس في سبيل إعلان قيام الدولة الفلسطينية كاملة السيادة والكرامة على ترابها الوطني، وعاصمتها القدس الشريف”، مطالباً “مجلس الأمن الدولي والمنطمات الإنسانية الدولية والبرلمانات الديمقراطية والاتحادات البرلمانية الدولية، بتحمل مسؤولياتهم القانونية والعمل بمزيد من الجدية والتعاون لوضع حد نهائي للانتهاكات والممارسات للكيان الإسرائيلي المحتل اللاإنسانية بحق الشعب الفلسطيني الشقيق» .


القضية الفلسطينية ومقعد سوريا

واستغل العراق ضيافته لمؤتمر الاتحاد البرلماني العربي ورئاسته للدورة الرابعة والثلاثين ليحث على إصدار قرار يعيد سوريا إلى مقعدها العربي ودورها في محيطها.

رئيس اتحاد البرلمان العربي، رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، دعا الدول العربية إلى أن تتخذ قراراً نهائياً بعودة سوريا إلى محيطِها العربي والعمل على استقرارها، مؤكداً أهمية توحيد جهود البيت العربي 

لمواجهة جميع التحديات.

وقال الحلبوسي، خلال المؤتمر :”نرحب بالأشقاء في بغداد بعد مضي 40 عاماً على استضافة المؤتمر”، مبيناً أن “هذه القمة تشكل خطوة مهمة في تعزيز العلاقات 

بين البلدان العربية» .

وأضاف: “نعي أهميةَ هذه المساندة العربية في المضي قدماً لعراقٍ آمنٍ، وشرقِ أوسطَ مستقرٍّ، ووطنٍ عربيٍّ ينمو ويتقدَّم بموازاة حاجات العصر ومتطلبات المرحلة الحالية والمقبلة، كما تنتظر أعمال المؤتمر الكثيرَ من المخرجات في نقاشاتِه وطروحاتِه لقضايا الأمَّة العربية، ومستجدات الساحتين الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك والمهم العاجل» .

وشدد رئيس اتحاد البرلمان العربي على أن “العراق يرفض اعتداءات قوات الاحتلال الصهيوني، بحقِّ الأشقاء الفلسطينيين، ونكرِّر تأكيدَنا اليوم على موقفِنا الثابتِ والمبدئي من القضيةِ الفلسطينية، ومهما مرَّ الوقتُ وتغيَّرت الظروفُ الدولية فإننا ننطلق من رؤيةٍ وإيمانٍ راسخٍ بأحقية إخوانِنا الفلسطينيين بإقامةِ دولتِهم الفلسطينية المستقلَّة وعاصمتها القدس الشريف» . 

وأشار إلى أن “سوريا في الأيام الأخيرة مرت بظروف صعبة إثر الزلزالِ المدمرِ، الذي أوقع أضراراً بالغة بالأرواح والممتلكات، وكلُّ ذلك يلزمُنا جميعاً بالسعي والاستمرارِ في واجب المساندة والدعم إلى حين إنجلاءِ تداعيات الأزمةِ وآثارِها الصعبة» .

ودعا الحلبوسي إلى أن “تتبنَّى الدول العربية على جميع المستويات البرلمانية والحكومية قراراً نهائياً بعودة سوريا إلى محيطِها العربي، وإلى ممارسة دورِها العربي والإقليمي والدولي بشكلٍ فاعلٍ، والعمل الجاد لاستقرارها وإعادة تأهيل بناها التحتية، وعودة أشقائنا السوريين، الذين هجَّرتهم الحرب، إلى ديارهم وبلادهم معزَّزين مكرمين» .

وتابع: “لقد آن الأوان للبيت العربي أن يوحِّدَ الجهودَ، ويَنبذَ الخلافات الجانبية؛ للوقوف أمام التحديات الراهنة دولياً وإقليمياً من خلال صياغةِ ستراتيجيةٍ شاملةٍ وواقعيةٍ تجاه المشكلات العالقة منذ فترة طويلة» .

وأوضح أن “العالم اليوم يمرُّ بظروف صعبة للغاية، تتطلَّب عملاً تشاركياً وجهوداً استثنائيةً وتكثيفاً للمساعي الرامية إلى تحقيق الاستقرار والأمن، وفي مقدمة تلك القضايا قضيةُ الأمن الغذائي التي بحثناها في اللقاء البرلماني العربي في القاهرة، وما يترتب على جميع الخططِ المعروضة من جهودٍ حكوميةٍ لتنفيذِها على أرض الواقع» .

الاقتصاد العربي والمرأة

وكانت اللجنة التنفيذية للمؤتمر قد دفعت بمقرراتها إلى الاتحاد البرلماني العربي لمناقشة عدة ملفات منها دور المرأة والشباب ودعم الاقتصاد بين الشعوب العربية .

عضو مجلس الشعب السوري مغيث ابراهيم قال : إن “القرارات التي تم اتخاذها في ما يخص عمل اللجان التنفيذية للاتحاد العربي كان إقرار الموازنة العام 2022 وقرارات أخرى تخص قرارات عمل اللجان التنفيذية للاتحاد البرلماني العربي» .

وأضاف إبراهيم في حديث إلى “الصباح” أن “ما تعانيه بعض الشعوب العربية هي مشكلات بحاجة إلى حلول سريعة وآنية في قطاعات المرأة والشباب ومتابعة القضية الفلسطينية”، معتبراً إياها “قضية العرب الأولى» .

وتابع النائب بالقول : إن “من الضروري الوقوف بجانب الدول بكافة المجالات في تضامن عربي موحد، فبمجرد انعقاد المؤتمر في بغداد يعني حالة ونواة جيدة لدعم قضايا العرب سواء كان لتنشيط الحالة الاجتماعية العروبية”، موضحاً أنه “لا اعتراض على عودة مقر الاتحاد الدائم إلى العاصمة السورية دمشق، كونه موجوداً بشكل مؤقت في بيروت وسنرى قريباً العرب في دمشق» .من جانبه، قال ممثل الملكة المغربية عضو اللجنة في الاتحاد البرلماني العربي ومقرر لجنة الشؤون السياسية والبرلمانية ادبدا شيخ أحمدو: إن “المؤتمر يناقش كيفية تفعيل لجان دائمة داخل البرلمان الغربي، وكيفية حل المشكلات والمعضلات في أي دولة عربية، ولهذا السبب اتفقنا على إحياء علاقات جديدة في مجموعة من المواضيع السياسية» .

وتابع أحمدو في حديثه إلى “الصباح”، بأن “هناك أزمة اقتصادية دولية لمدة سنتين بسبب وباء كورونا، ومن ثم الحرب الروسية الأوكرانية، ومن المهم مناقشة هذا الموضوع لاسيما أن الأزمة الغذائية مستقبلاً ستضرب أغلب الدول الأوروبية والعربية “، مبيناً أن “اتحاد البرلمانات العربية طموح، ونتمنى حل المشكلات المشتركة في المجتمعات العربية وتفعيل دور المرأة والشباب ومحاربة البطالة في الدول العربية وإحياء التجارة العربية» .


الاقتصاد أولا

النائب الأول لرئيس مجلس النواب، محسن المندلاوي، دعا إلى أهمية الارتقاء بالواقع الاقتصادي والتجاري والاستثماري 

في الوطن العربي.

وقال المندلاوي في كلمة العراق : إن “هناك أهمية للارتقاء بالواقع الاقتصادي والتجاري والاستثماري في الوطن العربي من خلال تبني المجالس النيابية للتشريعات الضرورية واللازمة بهذا الصدد، والمصادقة على الاتفاقيات المتعلقة بتعزيز سبل التبادل التجاري، وتحسين بيئة الاستثمار، وتطوير قطاع الطرق والمواصلات بين الدول العربية، وتوحيد المواقف في المحافل الدولية المتعلقة بالتجارة والطاقة”، داعياً “الأشقاء إلى استغلال الفرص الحقيقية للاستثمار التي يقدمها العراق 

في المجالات كافة» .

وأضاف أن “العراق قطع شوطاً كبيراً في النصر على الإرهاب أمنياً وعسكرياً، ويسعى في المرحلة الحالية لتحقيق النصر الفكري والثقافي على جميع منابع وأشكال التطرف والتعصب المؤدي إلى العنف”، مبيناً أن “على الجميع إشاعة ثقافة التسامح وتقبل الآخر ونبذ الأفكار المتطرفة، وأن المسؤولية التي تقع على عاتق المجالس النيابية تتمثل بالسعي إلى تحقيق ذلك عبر مهام التشريع والرقابة، وصولاً إلى حالة الاستقرار والسلم والتعايش المجتمعي» .

ودعا المندلاوي إلى “اتخاذ موقف عربي موحد إزاء العديد من التحديات، وخصوصاً ما يتعلق بملف الأمن المائي وحقوق البلدان العربية في حماية حصصها المائية من الأنهار، إضافة إلى تقديم الدعم لسوريا لمساعدتها في عمليات الإغاثة ومساندة المنكوبين جرّاء الزلزال، والتأكيد على موقف العراق الثابت الداعم للقضية الفلسطينية وإنهاء الاحتلال وإقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس الشريف”، متمنياً أن “تتخذ هذه الدورة القرارات والمواقف التي تصب في مصلحة الشعوب العربية» .

وأكد دعمه “لجهود الاتحاد البرلماني العربي في تنفيذ محاور العمل الستراتيجية، خصوصاً ما يتعلق منها بتعزيز التنسيق والتعاون والعمل المشترك بين المجالس النيابية بشكل دائم ومتواصل» .

دعم عربي واسع

وخلال كلمات اليوم الأول أبدت الدول المشاركة في الدور الرابعة والثلاثين، دعمها للعراق حكومة وشعباً في جميع المجالات.    

رئيس مجلس النواب الأردني، أحمد الصفدي، قال : إن “العراق الآمن الموحد يشكل مصلحة للأمة العربية”، مؤكداً “دعم المملكة الأردنية الهاشمية للجهود العراقية في تحقيق تطلعات الشعب العراقي» .

وطالب رئيس مجلس النواب الأردني، بـ”بعودة سوريا إلى الحاضنة العربية» .

بدوره، قال رئيس المجلس الوطني الاتحادي في الإمارات صقر غباش، خلال المؤتمر: إن “العراق ستظل أبوابه مشرعة لجميع الأشقاء العرب”، مؤكداً أن “الشعوب العربية تتطلع إلى المواقف الموحدة في القضايا المصيرية» .

من جانبه، قال رئيس المجلس الشعبي الوطني الجزائري إبراهيم بوغالي،: إن “انعقاد المؤتمر في بغداد هو علامة لعودة العراق لدوره المعهود”، مؤكداً أن “الجزائر كانت وستبقى 

داعمة للعراق» .

من جهته، قال رئيس مجلس الشعب السوري حمود الصباغ: “أؤكد لكم أيها الأشقاء في العراق الحبيب، أن سورية كانت وستبقى معكم على الدوام، فسلامتكم من سلامتنا ونجاحكم من نجاحنا وأخوتنا متينة صلبة، مهما زادت الملمات واشتدت الخطوب والتحديات» .

فيما قال، رئيس مجلس شورى سلطنة عمان الشيخ خالد بن هلال بن ناصر المعولي: “نستذكر تاريخ العراق العظيم”، وأكد المعولي أن “سلطنة عمان ماضية لتعزيز مسيرة التعاون 

مع العراق الشقيق» .

من جانبه، قال رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح: “نؤكد موقفنا الداعم وبلا حدود للأشقاء في العراق، ونجدد ونكرر هذا الموقف الثابت فلسطينياً، ونقول: “المجد 

كل المجد للعراق» .

بينما قال رئيس مجلس الشعب في الصومال، آدم محمد نور، خلال المؤتمر: إن “العراقيين أصحاب الحضارة العريقة، وأمن واستقرار العراق من أمننا واستقرارنا جميعاً”، داعياً إلى “دعم إعادة الإعمار في العراق لتحقيق الاستقرار ومواجهة التحديات السياسية”، مؤكداً على “دعم جهود الحكومة العراقية» .

بدوره، قال رئيس مجلس الشورى القطري حسن بن عبد الله الغانم، خلال المؤتمر: “نحن سعداء بلقائنا اليوم في بلاد الرافدين، ونلمس جميعاً سعي العراق الدؤوب للقيام بدوره الفاعل في استتباب الأمن في المنطقة» .

فيما قال رئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح عيسى: “حققنا نجاحاً كبيراً في ليبيا، وصغنا توافقات سياسية لإنهاء الأزمات وحل الصراعات» .

وقال رئيس مجلس النواب اليمني، سلطان سعيد عبد الله البركاني: “أتوجه بأصدق آيات الشكر والتقدير لأشقائنا في عراق المجد وبرلمانه ورئيسه محمد الحلبوسي، على الدعوة والضيافة وحسن الاستقبال» .

بدوره، قال النائب الأول لرئيس مجلس النواب البحريني، عبد النبي سلمان أحمد ناصر: “من دواعي سرورنا أن نلتقي في أرض العراق الشقيق، ونعبر عن أهمية التضامن العربي ووحدة المسار، مؤكدين الموقف الراسخ للبحرين في مساندة العراق ومسيرته التنموية وتحقيق الأمن والاستقرار والسيادة» .

وخلال المؤتمر، قال نائب رئيس مجلس النواب المغربي حسن بن عمر: “الشكر والامتنان للأشقاء الأعزاء في مجلس النواب العراقي على حسن الاستقبال وكرم الضيافة واستضافة المؤتمر الرابع والثلاثين لدعم الاستقرار في العراق» .

من جانبه، قال عضو مجلس الأمة الكويتي، ثامر سعد الضفيري: “نراهن بالعراق ومعه اليوم على مستقبل أفضل أساسه التواصل والتعاون والتكامل، يهدف إلى التنمية الشاملة» .

وأشار إلى أن “العراق استطاع بإرادة وعزيمة قوية تحقيق عدة انتصارات أمنية وسياسية واقتصادية”، داعياً إلى “دعم الأشقاء للعراق في حماية سيادته ووقف انتهاكها» .

وأكد أن “العراق جزء من الأمن القومي الخليجي والعربي، وجزء مهم من الوطن العربي، وله مكانته ودوره الفاعل في محيطه» .

وختاماً.. قال عضو مجلس النواب في لبنان، أيوب حميد: “نشكر مجلس الوزراء العراقي ورئيسه محمد شياع السوداني، على إتاحته المجال لانعقاد هذا المؤتمر في إحدى قاعات مقار مجلس وزراء العراق» .


تحرير: علي عبد الخالق