تعديل نظام المدارس الابتدائيَّة

آراء 2023/02/27
...







 حسين علي الحمداني


تحاول وزارة التربية العراقية توفير مستلزمات النهوض بالتعليم في العراق، من خلال إجراءات عديدة في مقدمتها زج عدد كبير جدا من الهيئات التعليمية والتدريسية في دورات تطويرية، من أجل رفع كفاءة الأداء لهؤلاء المعلمين والمدرسين في ظل وجود مناهج دراسية جديدة من جانب، ومن جانب آخر إطلاعهم على أحدث طرائق التدريس الحديثة، وتوفر وسائل تعليمية جديدة بما يعزز من تحسن مخرجات التعليم في العراق، خاصة في المرحلة الابتدائية التي تحتاج لعملية تطوير كبيرة تتناسب وأهميتها في عملية بناء القدرات للتلاميذ وتأهيلهم للمراحل الدراسية اللاحقة، وهذا ما يتطلب جملة من الإجراءات بما في ذلك تعديل نظام المدارس الابتدائية رقم 30 لسنة 1978، الذي يقيد أو يمنع أية عملية تطوير للآليات التربوية التي من شأنها أن تنهض بالعملية التربوية في العراق، خاصة ما يتعلق منها بالتقويم والامتحانات حيث تقتصر الاختبارات الشفهية فقط على الصفوف الأولية، بما في ذلك الصف الرابع الابتدائي الذي عادة ما تكون درجة الاختبارات الشفهية سببا لنجاح كثير من التلاميذ للصف التالي (الخامس)، خاصة في مادتي الرياضيات واللغة العربية، حيث يخضع التلميذ لاختبارات شفهية تساوي درجتها درجة الاختبار التحريري وتقسم على اثنين، وعادة ما تكون درجة الشفهي السبب الرئيس في النجاح، ما يجعلنا نجد ارتفاع نسب الرسوب في الخامس في أغلب مدارس العراق بحكم التغيير الكبير في آليات التقويم والامتحانات، الذي تكون كل الاختبارات فيه تحريرية، وتكون إجابات التلاميذ التحريرية العامل الرئيس في نجاحهم، ما يجعلنا نعيد النظر في ذلك وجعل الاختبارات تحريرية بالكامل في الصف الرابع لجميع الدروس مع إمكانية أن تكون للصف الثالث الابتدائي تزواج بين الشفهي والتحريري، وهذا المقترح يحتاج لتعديل نظام المدارس الابتدائية، الذي شرع منذ نصف قرن وهو بالتأكيد لم يعد يتلاءم وما موجود حاليا من تغيرات كبيرة وطرائق تدريس مختلفة، ناهيك عن أن إجراء كهذا من شأنه أن يرتقي بمستوى التلاميذ نحو 

الأفضل.