يعقوب يوسف جبر 

تشييد بنى تحتية ستراتيجية عملاقة يسهم بالنهوض باقتصاد منتج رصين، وتتمثل هذه البنى بمحطات الطاقة الكهربائية والطرق والمجسرات وشبكات الصرف الصحي وبنايات المستشفيات والمدارس والدوائر، ولقد شهد العراق انجاز جملة من هذه المشاريع خلال العقدين الماضيين، لكنها لم تكن ذات جودة فنية عالية المستوى، معنى ذلك التفريط بالمال العام، وعدم محاسبة الشركات المنجزة لهذه المشاريع، فكم هنالك من مشاريع طرق خارجية وداخلية ليست رصينة ومتينة انجزتها هذه الشركات؟ انفقت الدولة العراقية تخصيصات مالية لانجازها؟ 

لكن ماهي الاسباب التي أفضت إلى هذا الفشل العمراني ؟

1 - إسناد تصميم وتنفيذ هذه المشاريع إلى مهندسين لا يملكون الخبرات التطبيقية.

2 - استخدام مواد رديئة.

3 - عدم اعتماد مقاييس جودة ذات مستوى عالٍ في التشييد والعمران.

4 - اعتماد تصاميم قديمة في التخطيط لإنجاز المشروع. 

مع هذه الاسباب مجتمعة لمسنا ونلمس إهمالا فاحشا في الإنجاز، مما رتب آثارا كارثية فلقد اندثرت هذه المشاريع في وقت قصير، رغم التخصيصات المالية الهائلة، حيث كان بالإمكان وفق الشروط الهندسية والفنية وضع أفضل التصاميم لإنجاز هذه المشاريع بمستوى عالٍ جدا. ففي مجال عمارة الطرق شهدت البلاد انجاز مشاريع طرق، لكنها ليست رصينة ولا تتمتع بأدنى معايير الرصانة، فلذلك اندثرت وتكسرت هذه الطرق خلال وقت قصير، ثم اعيد إكساؤها مرة إخرى بالمستوى الرديء نفسه. اما في مجال انجاز بنايات الدوائر فلم تتوافر فيها شروط فنية وجودة عالية، فلم تصمد طويلا رغم إمكانية تشييدها بالمستوى العالي، لذلك تتطلب ازالتها أو ترميمها وفق شروط تشييد عالية الجودة. وفي مجال مشاريع الصرف الصحي تمَّ إنجاز شبكات صرف صحي لكنها اضافة إلى رداءتها تهالكت في زمن قصير. وفي مجال الصناعة هنالك مشاريع معطلة رغم حاجة البلاد إلى تشغيلها لاستيعاب وتشغيل الايدي العاملة العاطلة، لكنها بحاجة إلى تأهيل وإعادة تشغيل. وفي مجال الزراعة ينبغي تشجيع المزارعين للنهوض بالانتاج المحلي وتطويره.

ان البلد بحاجة ماسة في الوقت الحاضر إلى تأهيل بناه التحتية وتطويرها للنهوض باقتصاده لمواجهة مختلف المشكلات الاقتصادية التي يعاني منها.

ماهي الحلول لهذه المشكلات؟.  

1 - تطوير القدرات الهندسية ووضع خطة إعمار خمسية تستوعب مشاريع اعمار البنى التحتية.

2 - تشكيل لجان مراقبة تراقب انجاز هذه المشاريع، لضمان إنجازها بالشكل الهندسي والفني الصحيح.

3 - وضع شروط ملزمة للشركات العاملة ومراقبة أداءها وإحالتها إلى القضاء العراقي في حالة إهمالها أو تقصيرها في الانجاز.

4 - تشجيع المنافسة بين الشركات لكي تتنافس في ما بينها، حتى تنجز المشاريع بأعلى مستويات الجودة.

خلاصة القول تحتل البنى التحتية مكانة بارزة ومؤثرة في مجالات الاقتصاد، فمن دونها لا يمكن النهوض بالبلد مطلقا لذلك آن الآوان للبدء بهذه النهضة الجبارة والمثمرة.