ترجمة / عادل العام
يُعد بيض الدجاج اليوم مهماً في الانتاج والبحث الطبي السريري، إذ يستخدمه الاختصاصيون حالياً لعمل اللقاحات. ويتولى بحثٌ جديد الآن المضي بإمكانية البيض الكامنة حتى أبعد من هذا عن طريق اقتراح استخدام جديد له، كمخازن لتنمية بروتينات بشرية متخصصة، كما جاء في هذا التقرير لماريا كوهَت.
قد يزيد الدجاج
من بيضه للعلم
لقد ظل البيض على الدوام جزءاً مهما من الغذاء على امتداد العالم، وهو مصدر كبير للفيتامينات، والحوامض الدهنية والبروتينات. وهذا على كل حال ليس الاستخدام الوحيد له. إذ يقوم العلماء في الوقت الحاضر باستخدام هذا النوع من البيض لإنتاج لقاحات ضد الانفلونزا. وليس هذا فحسب بل أن هناك بحثاً جديداً يقوم بدراسة طرق لتنمية سيتوكينات cytokines بشرية في بيض الدجاج. والسيتوكينات بروتينات إشارية يؤثّر الكثير منها في سلوك الخلايا المناعية، كجزء من استجابة
مناعة الجسم.
ويوصي الأطباء بالسيتوكينات، في شكل عقار، لمعالجة حالاتٍ مثل تصلب الأنسجة المضاعَف، والتهاب الكبد C، وحتى بعض أشكال
السرطان.
وفي العام الماضي، فإن دراسةً أجراها باحثون من المعهد الوطني للعلم الصناعي المتقدم والتكنولوجيا في أوساكا، باليابان، نظرت في طرق لإنتاج إنتر فيرون بشري ــ
وهو سيتوكين
والآن، يرى فريق من العلماء من جامعة أدنبرة أننا نستطيع أيضاً تنمية سايتوكينات أخرى ــ إنترقيرون ألفا a2 ونوعين من مستعمرة اندماجية fusion colony ــ في بيض الدجاج.
ويمكن لطريقة تنمية البروتينات البشرية ــ التي تستطيع معالجة التهاب الكبد والسرطان ــ أن تكون سهلة، وذات فائدة تفوق الكلفة، أكثر من المقاربات القائمة حالياً، كما
يقول الباحثون.
طريقة جديدة متمكنة
لقد قام الباحثون، في الدراسة الجديدة، بهندسة الدجاج جينياً لإنتاج أنواع عديدة من السايتوكينات : إنترفيرون ألفا a2، ونسخ بشرية وخنزيرية من CSF1 (سايتوكين مفروز يتسبب في الخلايا الجذعية المكوّنة للدم). والانترفيرون ألفا a2 له خاصيات مضادة للفيروسات ويمكن استخدامه أيضاً في علاجات السرطان، بينما يتميز الـ CSF1 بقدر كبير من الامكانية في عمليات إصلاح الأنسجة. ولتنمية هذه السايتوكينات، رمزَ لها الباحثون بـ DNA الدجاج، وبذلك ستشكّل البروتينات جزءاً من بياض البيض. ويوضح الباحثون ذلك بأنهم يستطيعون بسهولة، فيما بعد، أن يستخرجوا السايتوكينات عبر نظام
تنقية بسيط. ويذكر الفريق أن هذه الطريقة لا تؤثّر في سلامة الدجاج وستكون طريقة تفوق فائدتها الكلفة المبذولة لإنتاج سايتوكينات علاجية ذات كميات عالية، نظراً لأن ثلاث بيضات فقط ضرورية لإنتاج جرعة صالحة، والدجاجة يمكنها أن تبيض 300 بيضة في السنة. وتوضح المؤلفة المساعدة للدراسة هيلين سانغ قائلةً، “إننا لحد الآن لا نُنتج أدويةً للناس، لكن هذه الدراسة تبيّن أن الدجاج حيويٌّ تجارياً لإنتاج بروتينات ملائمة لاكتشاف العقاقير ولتطبيقات أخرى في مجال البايولوجيا.”
تطوير الطريقة
إلى أكمل إمكانية لها
وفي الوقت الذي يُعتبر البحث الحالي مجرد دراسة برهنة على فكرة، فإن المؤلفين يذكرون أنها تبيّن أن الطريقة عملية وقابلة للتكيّف وأنها يمكنها أن تساعد على تحسين مستقبل العلاجات الناجعة. وكما يقول سيري لين ــ آدمز، رئيس الستراتيجيا في علم البايولوجيا للصحة في سويندون في المملكة المتحدة، “فإن هذه النتائج الأخيرة توفر برهنة واعدة لمستقبل اكتشافات العقاقير وإمكانية تطوير عقاقير أكثر اقتصاديةً قائمة على البروتينات.”
وفي المستقبل، يأمل الباحثون في أن تسمح هذه الطريقة العملية للاختصاصيين بإنتاج بروتينات عالية الجودة بكميات كبيرة، وإن أضافوا إلى قولهم هذا أن ذلك يمكن أن تكون له أيضاً تطبيقات أخرى ــ في صحة
الحيوان، مثلا.
عن / Medium