بيروت: جبار عودة الخطاط
موجة من الغضب والاستياء الواسعين أثارها تصريح القيادي في حزب القوات اللبنانيَّة ريشار قيومجيان بينما انبرى الأخير لتبرير تصريحه بأنه لا يقصد الإساءة للشيعة، في حين وصف حزب الله تصريحاته بالوضيعة والمنحطة، أما المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى فوصفها بالإساءة الخطيرة!، فيما حذرت حركة أمل مما "وصل إليه الخطاب السياسي عند البعض، وانحداره إلى حد التفلت من كل القيم الأخلاقية".
وجاءت تصريحات المسؤول القواتي في معرض السجال السياسي المأزوم حيال الملف الرئاسي المعقد من خلال إشارته لتمسك الثنائي الشيعي بزعيم تيار المردة سليمان فرنجية وربط ذلك بـ"الإشارة المستفزة لأحد التشريعات الإسلامية المهمة لدى الطائفة الشيعية وهو ما يمكن أن يجرَّ البلاد لما لا تحمد عقباه" كما عبر أحد المراقبين لـ"الصباح"، من جانبه حزب الله أشار في بيان عنيف إلى أنَّ "المسؤول في القوات اللبنانية ريشار قيومجيان أدلى بتصريحات مُدانة ومستنكرة ومرفوضة أساء فيها إلى المسلمين الشيعة في لبنان وفي العالم ومعتقداتهم ومذهبهم إساءة بالغة وتعرّض إلى كراماتهم بلُغة وضيعة تكشف حالة الانحطاط الفكري والثقافي الذي وصلت إليه بعض القوى السياسية في البلاد"، مضيفاً في بيانه أمس الجمعة أنَّ "تبادل التصريحات السياسية الحادة جزء من حالة البلاد العامة التي اعتاد عليها اللبنانيون بما فيها تلك التي تخرج أحياناً عن حدود اللياقة والآداب والمنطق مع الأسف الشديد، أمّا تصريحات المسؤول المذكور وما تضمّنته من عبارات مُقزّزة فهو أمر لا يُمكن السكوت عنه بأي حال من الأحوال ويستوجب الرفض والاستنكار من المرجعيات الدينية كافة على وجه الخصوص وسائر القوى السياسية عامة واتّخاذ الإجراءات والتدابير بحقّ الشخص المذكور من قبل الجهات المعنية والمختصة"، أما المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى فكان له موقف غاضب هو الآخر عبّرَ عنه في بيان، قال فيه: إنَّ "الإساءات الخطيرة التي ساقها رئيس جهاز العلاقات الخارجية في حزب القوات اللبنانية ريشار قيومجيان بحق ديننا الحنيف وشرعنا المقدس تشكل انتهاكاً صارخاً ليس للدستور والقانون فحسب، بل لأبسط قواعد العيش المشترك ومعتقدات الطوائف"، ولفت المجلس إلى أنَّ "ما تناوله حول أحد التشريعات الفقهية لدى المسلمين الشيعة وهو الزواج الإسلامي الشرعي المعروف بالزواج المؤقت هو تجرؤٌ خطير وخروج عن الحد الأدنى المتبقي من احترام معتقدات الآخر، وهذا ما يتطلب إجراءات فورية لوضع حد لهذه التصريحات المشينة التي تنم عن التدني الأخلاقي والقيمي، وهو ما يجب أن يكون محل إدانة واستنكار من جميع المرجعيات الدينية والوطنية". وأضاف البيان، "إننا إذ نستنكر وندين بشدة هذه الإساءة الخطيرة لشرعنا المقدس، فإننا سنمارس حقنا القانوني كاملاً ضد المعتدي صوناً للمقدسات وحماية لديننا الحنيف". بدوره عضو كتلة حركة أمل، النائب قاسم هاشم، حذر من أنَّ "ما وصل إليه الخطاب السياسي عند البعض، وانحداره إلى حد التفلت من كل القيم الوطنية والأخلاقية، يكشف خطورة ما وصلت إليه أمور البلد، ويستدعي استفاقة سريعة لدى المتعنتين والمكابرين والتواضع للعودة إلى حوار ونقاش وطني لإنقاذ البلد مما وصلت إليه الأمور، والاقتناع بأننا محكومون في هذا الوطن بالتفاهم والتوافق من خلال حوار وطني يضع الملفات على طريق الحلول، انطلاقاً من اتفاق على الاستحقاق الرئاسي لتأخذ المعالجات طريقها السريع للحل بدءاً بانتخاب رئيس جامع برؤيته وقدرته الحوارية التواصلية بعيداً عن أوهام المكاسب السياسية الرخيصة"، إزاء ذلك أوضح رئيس جهاز العلاقات الخارجية في "القوات اللبنانية" الوزير السابق ريشار قيومجيان أنه "لم أقصد بتاتاً الإساءة إلى الطائفة الشيعية، وما قصدته بزواج المتعة هو الزواج السياسي بين "الثنائي الشيعي" ورئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، وفحوى حديثي كان في الإطار السياسي فقط"، وأشار قيومجيان في حديث تلفازي إلى أنه "من يعرفني يدرك مدى احترامي لجميع الأديان والطوائف والعقائد وللطائفة الشيعية الكريمة، ومصطلح زواج المتعة السياسي سبق أن استخدم لوصف علاقة "الحزب" و"التيار الوطني الحر"، وكذلك العلاقة الوطيدة بين الثنائي "الحزب- أمل" و "المردة".. وكان قيومجيان قد أشار في تصريح له عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إلى أنَّ "زمن قحط الشيعة السياسية مهما بالغت بالفوقية تجربة الأنبوب تأتي بمولود شرعي من أب وأم معروفين بينما زواج المتعة، ولو شرّعه الفقه، يبقى حالة زنى تأتي بلقيط تخجل به أمه، وأبوه الفعلي غير أبيه الاسمي".