بغداد: هدى العزاوي
تُصنّف بغداد بحركة المرور فيها ضمن أسوأ عواصم الشرق الأوسط، ليس الأمر غريباً في أن تتصدر دار السلام هذه القائمة بعد أن كان افتتاح الجسر ذي الطابقين على نهر دجلة مطلع التسعينيات آخر مشروع ستراتيجي في مجال الطرق، أي منذ أكثر من 30 عاماً، قبل أن تتوسع المدينة بعد 2003 بفعل انفتاح الاستيراد والفورة السكانية.
أخيراً، أطلق رئيس الوزراء محمد شياع السوداني مشروعاً لفك الاختناقات المرورية ستكلف حزمته الأولى خزينة الدولة قرابة 3 تريليونات دينار (نحو 3 مليارات دولار) من حيث الحجم وعدد المشاريع والكلف والأهمية لـ17 مشروعاً. وقال مدير عام الطرق والجسور بوزارة الإعمار والإسكان حسين جاسم كاظم، في حديث لـ"الصباح": إنَّ "مشكلة الاختناقات المرورية التي يعانيها البغداديون والمواطنون القادمون من المحافظات، نتيجة تراكمات سابقة تمثلت بتضافر عدة عوامل منها توقف تطوير شبكات النقل لعقود طويلة، وزيادة عدد المركبات غير المدروسة". وبحسب التصريحات الأخيرة لوزير الإعمار بنكين ريكاني، فإنَّ انطلاق تنفيذ الحزمة الأولى سيكون خلال شهرين من تاريخ إعلانها، على أن يُنجز كل مشروع في فترة من 9 - 18 شهراً، مشيراً إلى أنَّ وزارته بحاجة إلى ما يقارب 30 مليار دولار لإكمال شبكة الطرق في البلاد. وأضاف المدير العام في وزارة الإعمار أنَّ "البرنامج الحكومي لرئيس الوزراء خدمي ويولي قطاع النقل الأولوية وتحديداً لبغداد لأهميتها من ناحية الموقع الجغرافي وعدد سكانها الأكبر في عموم البلاد"، موضحاً أنه "ومنذ تسلم الحكومة تتولى الوزارة خطة لفك الاختناقات في بغداد، ولدينا عمل مدروس وعلمي بوساطة فرق فنية ومتخصصين".وأوضح أنه "تم تحديد أولويات العمل في المرحلة الأولى لفك الاختناقات، حيث استهدفنا تقاطعات الزخم العالي والمهمة في مركز الكرخ مثل النسور، مع إضافة حلول مهمة كإنشاء أنفاق ومجسرات وتنظيم مستويات الأرضية"، مشيراً إلى أنه "سيكون هناك ربط بين الرصافة والكرخ من خلال إنشاء جسرين مهمين، جسر بمحاذاة أو القرب من بناية البنك المركزي الجديد من جهة شارع زها حديد باتجاه جهة القادسية جانب الكرخ، وأيضا جسر الزعفرانية الذي يربط بين سريع الدورة الرئيس الجديد بشارع الشركات من جانب الزعفرانية. وتابع المدير بالقول: "هناك أيضاً تقاطعات مكتظة مثل تقاطع قدس العبور وتقاطع المصافي والشالجية وصنعاء وعدن في الكاظمية، كما تم استحداث محاور جديدة، بينها المحور الرابط بين جسر الباب المعظم ومنطقة البيجية في المنصور، وسيكون هناك منفذ جديد قادم من الرصافة إلى المنصور، من دون المرور بمنطقة العلاوي التي تشهد زخماً مرورياً كبيراً، وهناك مشاريع جديدة مثل الطريق الرابط بين امتداد محمد القاسم نهاية القناة مع طريق بغداد كركوك من منطقة الشعب التي تشهد بدورها زخماً مرورياً مكثفاً". ويقول مدير طرق وجسور بغداد: إنَّ "هناك مشكلات تتعلق بقلة المنافذ الرابطة بين شرق القناة وغربها، ستتم معالجة هذه المشكلة باستحداث مجسرات عبر قناة الجيش، سيكون أحدها داخل شارع مدينة الصدر باتجاه المهندسين وآخر من منطقة جميلة باتجاه حي الجهاد والباب المعظم".
تحرير: علي عبد الخالق