هل نحتاج إلى حديقة للتظاهرات؟

آراء 2023/03/06
...

  رعد كريم عزيز

 

في بلد مثل العراق، ومحاولاته لتأسيس جو ديمقراطي يحترم حقوق الانسان،علينا أن نفكر جديا في تخصيص مكان للاحتجاجات والتظاهرات، ولسنا ندعو لتحنيط التظاهرات أو وضعها في اطار ثابت، بل هي دعوة لاحترام حقوق المتظاهر، وايصال صوته بشكل حضاري، وهو افتراض لشكل خاص من التظاهرات التي تعتني باقتراحات قانونية أو رفع مظلومية، ضمانا لدخول المتظاهر في مساحة محمية، يعفي الحكومة من رعبها من المتظاهر، واللجوء إلى السلاح.

ولكي نقرب الفكرة، فنحن نحتاج إلى حديقة بمساحة كافية، ياتيها المتظاهر حاملا مطالبه،وحتى لو وضعت الحكومة ممثلية لها فيها تتسلم المطالب، حتى يتسنى لها الرد بالشكل الرسمي والأصولي، وهذه الفكرة إن تحققت فإنها تسجل الأحداث بتاريخها وتحفظ لها المبادرة بدلا من التشتت، وضياع الحقوق، ولكي نقرب الفكرة اكثر نضرب مثلا.. يقوم متظاهر أو مجموعة متظاهرين بطلبات التعيين أو متظاهرين من جرحى التظاهرات…او.. أو.. يدخلون إلى حديقة التظاهرات رافعين شعاراتهم وصوتهم إلى الجهة التي نفترض انها تنظر فيها، اضافة إلى وسائل التواصل التي تذكر موعد التظاهرة، كي ينضم إليهم المؤيدون، ناهيك عن ذكر طبيعة المطالب.

هذه الفكرة تجنبنا سقوط شهداء وأكثرهم من الشباب كما حصل في تظاهرات تشرين، اضافة إلى فرز التظاهرات الحزبية، التي تتمتع بمزايا الحكومة وتحتج على الحكومة في آن واحد.

وكذلك تجنبنا غلق الطرق وتعطيل الدوام الرسمي. 

هذا الاقتراح ليس بطرا ولا تأسيسا لتظاهرات مقننة، بل احترام التظاهر مثلما نأسس لمؤسسات لحقوق الإنسان أو حتى وزارات،لان الحضارة تعني تحقيق المطالب وفق القوانين، وإلا فإن ما يحصل من تظاهرات في العراق له التبرير الكافي، حين يتكرر لأنه يواجه الاهمال وعدم الاحترام. 

تذكروا أن المتظاهر انسان متحضر اكتوى بنار الظلم، فخرج رافعا صوته بعد أن ضاقت به السبل.