بيروت: جبار عودة الخطاط
مازال لبنان يدور في حلقة رئاسية مفرغة وعقيمة منذ دخوله في مرحلة الشغور الرئاسي بتأريخ 31 تشرين الأول من العام الماضي، بعدما أخفق البرلمان المنقسم بشكل حاد في انتخاب رئيس للجمهورية مما حدا برئيس المجلس نبيه بري إلى تعليق الجلسات ريثما يتم التوافق برلمانياً، في أزمة حادة فاقمت تداعيات الأزمة الاقتصادية، وصفها النّائب ميشال ضاهر، بأنها "أخطر أزمة سياسيّة واجتماعيّة، قد تتحول إلى أزمة وجودية" .
الاصطفاف الحاد والانقسام السياسي في مجلس النواب لم يدع لأي فريق تلقف الفرصة للوصول إلى ضفة النصاب المرجو لإيصال مرشحه، وهو ما عقّد المشهد حتى وصف بعض المراقبين الأزمة الرئاسية في لبنان بأنها تحتاج إلى معجزة في ضوء الصراع السياسي العنيف داخل لبنان.
خارجياً، لم تتضح الصورة حيال الموقف من الملف الرئاسي، برغم التسريبات غير الرسمية التي خرجت من الاجتماع الخماسي في باريس بدعم ترشيح قائد الجيش العماد جوزف عون، وثمة معلومات تفيد بأن جهات خارجية بدأت تضغط في الأيام الأخيرة لترجيح كفة جوزف عون على زعيم تيار المردة سليمان فرنجية في بورصة الأسماء المرشحة وهذا ما دفع الثنائي الشيعي إلى تبني ترشيح فرنجية بشكل رسمي.وكان أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، قد أكد أننا "لا نقبل أن يفرض الخارج على لبنان رئيساً، ولا نقبل (فيتوات) خارجية على أي مرشح أياً كان هذا المرشح سواء ندعمه أو نرفضه، ونقبل المساعدة لتقريب وجهات النظر"، مضيفاً "بما أن باسيل لا يريد الترشح لذلك فإن مرشحنا للرئاسة هو رئيس التيار المردة سليمان فرنجية" .
في السياق، أكّد النّائب ميشال ضاهر، "أنّنا نعيش اليوم أخطر أزمة سياسيّة واجتماعيّة، قد تتحوّل إلى أزمة وجوديّة"، وحذر في تصريح له أمس الثلاثاء من خطورة أن "فريقاً يراهن على استسلام الفريق الثّاني لفرض مرشّحه، والفريق الثّاني يراهن على انفجار اجتماعي في وجه الفريق الأوّل، وتحميله تبعات ما وصلنا إليه من انهيار"، وناشد الجميع "التّحلّي بروح المسؤوليّة، لأنّ الصّدام قد يؤدّي إلى خراب البلد" . بدوره، شدد رئيس الهيئة التنفيذية في حركة "أمل" مصطفى الفوعاني، خلال ندوة عبر تطبيق zoom على أن "المسؤولية الوطنية والواجب الأساس والمدخل، هو بانتخاب رئيس جديد للبلاد"، لافتاً إلى أن "حال الشغور الرئاسي المنعكسة على صورة المشهد السياسي الداخلي، تستوجب الإسراع في تلقف مواقف الرئيس نبيه بري الهادفة إلى كسر حال الجمود واختراق المتاريس السياسية وعصبيات المواقف والتشرذم والمراوحة والانقسامات والتحديات والضغوطات التي تؤثر سلباً في يوميات اللبنانيين معيشة واستقراراً" .