د. حميد طارش

اسفرت الانتخابات الأخيرة عن تخطي المرأة لنسبة الكوتا البرلمانية، بفضل النظام الانتخابي، إذ حصلت على (97) مقعداً وبزيادة (14) مقعداً على المقاعد المخصصة للكوتا، وهذا ما حدث لأول مرة منذ أول انتخابات لمجلس النواب في عام2006 مما يعني قدرة المرأة على الفوز في تمثيل الشعب بمعزل عن الكوتا وما يترتب عليها من ضغوط وتداعيات.

 المرأة قبل كل شيء إنسان، أي يجب أن تكون حقوقها مكفولة وفقاً لمنظمومة حقوق الانسان التشريعية وآلياتها التنفيذية، الّا إن المرأة ما زالت تعاني من انتهاك حقوقها، لا سيما حق المساواة وتكافؤ الفرص، ولم يفلح مبدأ التمييز الإيجابي بمعالجة الأمر، وعلى سبيل المثال، الكوتا البرلمانية التي تعامل معها بعض الساسة كشرط لقبول قوائمهم الانتخابية، أي بعيداً عن تطلعات المرأة وطموحاتها، وخير دليل على ذلك، عجزها عن تشريع القوانين الخاصة بالمرأة، كقانون مناهضة العنف الأسري.

 وقد اسفرت الانتخابات الأخيرة عن تخطي المرأة لنسبة الكوتا البرلمانية، بفضل النظام الانتخابي، إذ حصلت على (97) مقعداً وبزيادة (14) مقعداً على المقاعد المخصصة للكوتا، وهذا ما حدث لأول مرة منذ أول انتخابات لمجلس النواب في عام2006 مما يعني قدرة المرأة على الفوز في تمثيل الشعب بمعزل عن الكوتا وما يترتب عليها من ضغوط وتداعيات. وبدلاً من تعزيز ذلك، جاء العمل مغايراً لتشريع قانون إنتخابي يعتمد آلية سانت ليغو التي ستحرم المرأة من الفوز خارج إطار الكوتا.

 المرأة هي ضحية دائرة التقاليد والأعراف المتخلفة التي يبدو انها هزمت دوائر الدين والأخلاق والقانون، وغالباً ما تقمع أو تنتهك تلك التقاليد ما جاءت به الدوائر الأخرى من قيم ومبادئ وعدالة من شأنها أن تشيع الخير في المجتمع، وكما قال الشاعر حافظ ابراهيم: «الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبًا طيب

 الأعراق»..

 للأسف لم تحظَ المرأة العراقية بما يزيح ألم ما عاشته ولازالت تعيشه من صور بائسه، تلك الصور التي وشمت حياتها بحزن لايفارقها وهي تُثكل بفلذة كبدها وزوجها وأخيها في حروب عبثية لا طائل منها أو قمع الحاكم المستبد أو إرهاب أعمى أو حصار أو فقر، يجعلها حائرة في تدبير مائدة أسرتها، وهكذا تزداد الثواكل في وطني، من أرامل ذوات ايتام ونساء بلا معيل، فضلا عن مطلقات تخيف ارقامهن المهولة مجتمعنا...إذاً لنجعل عيدها يوماً للمراجعة والبحث والمعالجة وهذا هو هدف الأيام 

الدولية...