بغداد: رغد دحام
بعد الإعلان الإيجابي للجارتين السعودية وإيران عن استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما في غضون مدة لا تتجاوز شهرين، والاتفاق على تفعيل اتفاقية التعاون الأمني وإجراء محادثات بشأن تعزيز العلاقات الثنائية، توجهت الأنظار نحو الدور الريادي الكبير الذي لعبه العراق في هذا الملف الشائك.
وقال مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي في تغريدة على “تويتر”: “باركنا، خلال اتصال هاتفي، مع أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، الاتفاق التأريخي المهم بين السعودية وإيران وعودة العلاقات بين البلدين» .
وأضاف “أكدنا أن الاتفاق إنجاز يصب في مصلحة استقرار المنطقة، ويؤسس لهدوء سياسي يخدم مصالح شعوب ودول المنطقة والعالم» .
إلى ذلك، أكد عضو لجنة العلاقات الخارجية النيابية، حيدر السلامي، في حديث لـ”الصباح”، أن من مصلحة العراق استقرار المنطقة، ومن أبرز نقاط الاستقرار هو حل الخلافات بين إيران والسعودية.
وأضاف، أنه “من المؤكد أن المباحثات التي جرت في العراق مهدت الطريق ونضجت في الصين خلال دورها الريادي والقيادي وتأثيرها السياسي والاقتصادي على إيران والسعودية “، مشيراً إلى أنه “سيكون للعراق دور لما بعد الاتفاق، وأن جميع الدول ذات السيادة المطلقة تنظر إلى مصلحة شعوبها أولاً”، وأوضح أن “جميع دول المنطقة ستنظر إلى مكتسبات هذا الاتفاق الدولية منها والاقتصادية والسياسية» .
وبحسب بيان ثلاثي صادر عن كل من إيران والسعودية والصين التي رعت المباحثات الأخيرة، فإن “الاتفاقية تنص على تأكيد الطرفين المعنيين على سيادة كل منهما وعدم التدخل في شؤون الطرف الآخر الداخلية» .
وأعرب البلدان عن شكرهما للصين، وكذلك للعراق وسلطنة عمان على استضافة محادثات سابقة في 2021 و2022.
بدوره، ذكر رئيس مجموعة “النبأ” للدراسات هاشم الكندي، في حديث لـ”الصباح”، أن “العراق سعى دوماً إلى أن يكون عامل استقرار في المنطقة، وأن تسود العلاقات الإيجابية المنطقة لما لها من انعكاسات على السلم والاستقرار والوضع الاقتصادي» .
وبين أن “هذا الأمر مبدأ دستوري بأن العراق لم ولن يتمحور ولن يكون مع طرف على حساب طرف آخر ولن يكون منطلقاً للعدوان على أي من دول الجوار، وأن المساعي بهذا الأمر اتخذت جوانب إيجابية وآخرها التي تكللت بالنجاح والتي كان دور العراق فيها ريادياً وأن يكون جامعاً وجسراً يربط طرفي المنطقة
الأهم إيران والسعودية» .
وحصل الاتفاق السعودي الإيراني على ترحيب دولي واسع حتى اعتبره البعض “بداية إيجابية للمنطقة» .
وتعليقاً على الاتفاق المذكور، قال النائب عن ائتلاف إدارة الدولة محمد الصيهود، في حديث لـ”الصباح”: إن “العراق اتخذ دوره القيادي والريادي في المنطقة”، مبيناً أن “التحديات التي واجهت البلد كانت لغرض منع قيامه بدوره والآن استعاد العراق عافيته في جميع الجهات» .
وبين الصيهود أن “العراق يمارس دوراً مهماً في المنطقة، وأن استقراره يعتبر جزءاً أساسياً من استقرار المنطقة وبنتيجة ذات أبعاد إيجابية» .
تحرير: محمد الأنصاري