موسكو: وكالات
أفاد الجيش الأميركي بأنَّ إحدى الطائرات الروسيَّة تعمّدت التحليق أمام المسيرة الأميركية فوق البحر الأسود، وألقت عليها الوقود عدة مرات، قبل أن تصطدم بها، ما دفع الأميركيين إلى إسقاطها.
وقال بيان صادر عن القيادة الأميركية في أوروبا إنَّ الطائرة المسيرة وطائرتين روسيتين من طراز Su-27 كانتا تحلقان فوق المياه الدولية فوق البحر الأسود أمس الأول الثلاثاء، عندما حلقت إحدى الطائرات الروسية عمداً أمام الطائرة وألقت الوقود عليها عدة مرات، ثم اصطدمت الطائرة بمروحة الطائرة بدون طيار، مما دفع القوات الأميركية إلى إسقاط الطائرة MQ-9 في المياه الدولية.
السكرتير الصحفي للبنتاغون العميد في سلاح الجو. الجنرال باتريك س. رايدر قال إنَّ المقاتلة الروسية اصطدمت بالطائرة المسيرة، وأضاف أنَّ الطائرة الروسية تعرضت على الأرجح لأضرار لكنها تمكنت من الهبوط فيما اضطرت الولايات المتحدة إلى تدمير الطائرة بدون طيار عن عمد، ورفض رايدر تقديم تفاصيل عن حمولة MQ-9، بما في ذلك ما إذا كانت مسلحة أم لا.
وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت سقوط مسيّرة أميركية MQ-9 كانت متجهة نحو أجواء القرم في البحر الأسود وتحطمها بعد فقدانها ارتفاعها، وأنَّ مقاتلتين روسيتين أقلعتا لاعتراضها ولم تسقطاها.
واستدعت وزارة الخارجية الأميركية السفير الروسي لدى واشنطن وسلمته مذكرة احتجاج شديدة اللهجة، بدوره دعا السفير أناتولي أنتونوف، واشنطن إلى وقف عمليات التحليق "العدائية" قرب الحدود الروسية.
وقال أنتونوف في بيان عبر "تلغرام": "ننطلق من مبدأ أنَّ الولايات المتحدة ستحجم عن القيام بتكهنات لاحقة عبر وسائل الإعلام وستتوقف عن عمليات التحليق قرب الحدود الروسية".
وفي وقت سابق، رفض السفير الروسي لدى الولايات المتحدة بشكل قاطع كل تلميحات الجانب الأميركي بشأن إسقاط الطائرة الأميركية المسيرة.
وأضاف أنه شرح الموقف الروسي عندما تمت دعوته إلى الخارجية الأميركية، مشدداً على أنَّ الطائرة بدون طيار الأميركية كانت تتحرك، عمداً وبشكل استفزازي نحو الأراضي الروسية مع إيقاف تشغيل أجهزة الإرسال والاستقبال الخاصة بها.
وأوضح أنتونوف أنَّ الطائرة "انتهكت حدود نظام المجال الجوي المؤقت الذي تم إنشاؤه للعملية العسكرية الخاصة، والذي تم إبلاغه لجميع المعنيين من مستخدمي المجال الجوي الدولي وفقاً للمعايير الدولية".
ولفت السفير الروسي إلى أنه "حال ظهرت طائرة بدون طيار روسية بالقرب من نيويورك أو سان فرانسيسكو، فإنَّ الجيش الأميركي سيتصرف بطريقة لا هوادة فيها، ولن يسمح باختراق مجاله الجوي أو مياهه الإقليمية".
من جانب آخر، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إنه من "الهراء التام" القول بأنَّ الانفجار الذي وقع على خط أنابيب الغاز "نورد ستريم" نظمه نشطاء هواة مؤيدون لأوكرانيا.
وأفاد بوتين في مقابلة تلفزيونية، بأنَّ "انفجاراً من هذا النوع وبهذه القوة والعمق لا يمكن تنفيذه إلا من قبل متخصصين، وبدعم من السلطة الكاملة لدولة تمتلك تقنيات معينة"، وأوضح أنَّ "الانفجار في خط الأنابيب (نورد ستريم) لا يمكن أن يتم من قبل هواة" مؤيدين لأوكرانيا"، وأضاف "حقيقة أنَّ هذا الهجوم إرهابي لم تعد سراً، وأعتقد أنَّ الجميع قد أدرك ذلك بالفعل".
وأواخر أيلول 2022، رُصدت تفجيرات وتسربات غاز تحت البحر عند خطي أنابيب نورد ستريم1 و2، حيث تبادلت روسيا والولايات المتحدة الاتهامات والإيحاءات بوقوف الطرف الآخر وراءها، رغم أنَّ التحقيقات لم تكتمل بعد.