كبد البط.. محور معركة قضائيَّة في نيويورك

الصفحة الاخيرة 2023/03/18
...

  فمدايل: أ ف ب


تشهد نيويورك معركة قانونية محتدمة محورها كبد البط المسمن (فوا غرا) تتواجه فيها البلدية، مدعومة من الناشطين في مجال الرفق بالحيوان، مع مربّي البط وعددٍ من أصحاب المطاعم، بعد قرار سلطات المدينة المشهورة مطبخياً منع هذا الصنف الغذائي الفاخر.

على طاولة مع زوجها واثنين من أصدقائها في مطعم راقٍ في مانهاتن، تبدي كارين فرومر انزعاجاً واضحاً عندما سئلت عن الحظر، النظري في الوقت الحالي، على بيع واستهلاك وحيازة كبد البط المسمّن في المدينة الأميركية الكبرى.

وتقول فرومر "لن نتمكن أبداً من التعايش مع النباتيين! إذا شعروا بالقلق الشديد بشأن ممارسات الإطعام القسري للبط، فليشاهدوا مقاطع فيديو لمسالخ المواشي أو الدواجن.

ولا يزال مدير المطعم ماركو موريرا، وهو برازيلي أنيق من أصل إيطالي قال إنه "مندهش بطعم كبد الأوز المسمّن وقوامه" منذ عقدين، يقدّم هذا الصنف الغذائي بصورة قانونية، بانتظار حسم القضاء المحلي هذه المسألة. فقد بات القضاء هو الفيصل في مصير كبد البطّ المسمّن في نيويورك، وهو منتج يُصنع حصرياً في هذه الولاية التي يبلغ عدد سكانها 20 مليون نسمة بعدما توقفت فرنسا عن تصديره إلى الولايات المتحدة.

على غرار ولاية كاليفورنيا، وبعد ضغوط من مجموعات الرفق بالحيوان، صادق رئيس بلدية نيويورك التقدمي في ذلك الوقت، بيل دي بلازيو، في تشرين الثاني 2019 على قانون محلي يحظر البيع والخدمة وحتى الاحتفاظ بكبد الأوز. كان من المفترض أن يدخل هذا النص، الذي يحظر هذا الطبق "الفاخر" المحضّر من طريق التغذية القسرية "الوحشية" للبط، حيز التنفيذ بعد ثلاث سنوات من اعتماده، أي في تشرين الثاني/نوفمبر 2022.

لكن في أيلول الماضي، استحصلت المزرعتان الرئيسيتان لتربية البط وإنتاج كبد الأوز المسمّن في الولاية، من المحكمة العليا المحلية حكماً قضى بتعليق الحظر الصادر عن البلدية.

حتى أن أصحاب المطاعم ومربي الدواجن حصلوا في نهاية عام 2022 على دعم وزارة الزراعة وأسواق الأغذية بولاية نيويورك، والتي تطعن بشرعية الأمر الصادر عن بلدية المدينة.

ويبدي المربي ومنتج الـ"فوا غرا" ماركوس هينلي، ثقته بأنه على حق في قضيته.

مع 320 موظفا، بمعظمهم عاملون زراعيون من أميركا اللاتينية يُطعمون البط قسراً ويذبحونه ويستنزفونه وينتفونه ويفرغون أحشاءه لاستخراج الكبد، يقول هينلي إنه يجني من هذا النشاط التجاري 25 مليون دولار سنوياً. وسيخسر ربع هذه الإيرادات في حال تطبيق الإجراء، والذي يشجبه منتقدوه باعتباره "حظراً" جديداً.

ويقول الرجل البالغ 66 عاماً خلال إظهاره عشرات الآلاف من البط في في الحظائر حيث تُربى منذ يومها الثالث حتى سن 105 أيام "هناك دائماً بعض القلق (...) لكن لا يمكن تمرير قانون محلي له تأثير سلبي على المزارع في منطقة زراعية موافق عليها من سلطات الولاية".