بغداد: الصباح
صدح اسم شاعرة العراق والعرب نازك الملائكة، صباح يوم الخميس الفائت، في مدارس العراق كافة، ضمن مراسم رفع العلم احتفاءً بمئويَّة الشاعرة المجددة، ويأتي ذلك بناءً على توجّيه رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، مديريات التربية كافة بأنْ تكون كلمة الاحتفال يوم الخميس، مُخصصة لمئوية الشاعرة، والتعريف بدورها في الثقافة العربية والعراقية. ومع رفعة العلم وقراءة النشيد الوطني في الصباح الباكر تغنى طلبة وطالبات المدارس بقصائد الملائكة.
في بغداد احتفت ثانوية الرائد للبنين وبعد أنْ قرأ أحد الطلاب تحية العلم باشر مُدرس اللغة العربية بمحاكاة الطلاب عن شاعرة بلدهم ومئويتها بهذا اليوم متغنيّن بقصائدها:
من بابل النشوى بعطر البخور
وموكب الكهّان في معبد
دجلة يطوي سرّه والصخور
وذكريات الليل والشمس عن
(مدينة الشمس) وراء العصور
وعن (حمورابي) وعن حبّه
وما طوى سفر الزمان الغدور
وهكذا استمرت كشافة ثانوية الرائد للبنين بقراءة قصائد الشاعرة والاحتفاء بها.
مدير الثانوية الأستاذ مثنى صاحب شاكر قال لـ»الصباح»: إنَّ «الاحتفاء برموزنا الثقافية والأدبية واجبٌ وطنيٌّ وترسيخٌ لإرثهم ومدحٌ لعطائهم والإبقاء على ذكراهم جيلاً بعد جيل، المجتمع فقد هذه القامات الأدبيَّة لكنَّ هنالك أملاً بأنْ يحذو هذا الجيل حذوهم من خلال القراءة والاطلاع والثقافة، نحن بحاجة لمزيدٍ من هذه المبادرات كون هذا الجيل افتقد الكتاب والاعتماد الأكبر أصبح على الانترنت.. إحياء هذه الأسماء مهمٌ خصوصًا للطلبة وتضافر الجهود لإعادة الثقافة العراقيَّة الى عصرها الذهبي».
ولدت نازك صادق الملائكة في بغداد عام 1923 لأسرة مثقفة، وحيث كانت والدتها سلمى الملائكة تنشر الشعر في المجلات والصحف العراقيَّة باسم أدبي هو (أم نزار الملائكة).
أما أبوها صادق الملائكة فترك وراءه عدداً من المؤلفات، والملائكة تخرجت في دار المعلمين العالية عام 1944 ودخلت معهد الفنون الجميلة وتخرجت في قسم الموسيقى في العام 1949، وفي العام 1959 حصلت على شهادة ماجستير في الأدب المقارن من أميركا، وعينت أستاذة في جامعتي بغداد والبصرة ثم جامعة الكويت، وعاشت في القاهرة منذ 1990 في عزلة اختياريَّة حتى وفاتها في 20 حزيران2007 عن عمر ناهز 83 عامًا.
ويعتقد الكثيرون أنَّ الملائكة هي أول من كتبت الشعر الحر في العام 1947 ويعدُّ البعض قصيدتها المسماة «الكوليرا» من أوائل الشعر الحر في الأدب العربي.