الاخوان المسلمون.. غضبٌ هنا وسكوتٌ هناك

آراء 2023/03/20
...



 هشام داوود


الإسلام هو أحد الأديان السماوية ويبلغ عدد أتباعه قرابة المليار ونصف الميار نسمة ومنتشرين في كل أصقاع الأرض، لذلك فهو ليس بحاجة لأي جهة أن تتبنى الدفاع عنه، ولا هو بحاجة لمن يقوم باستخدام اسم النبي محمد (ص) من أجل الكسب العاطفي لتبويب القضايا السياسية واضفاء الطابع الديني عليها.

فمثلاً جماعة اللإخوان المسلمين وهي منظمة إسلامية تأسست عام 1928 في مصر على يد العالم الإسلامي حسن البنا، وبغض النظر عن تاريخ هذه الجماعة الا انها تستغل وتجعل من المقدسات موضوعاً عاطفياً للمسلمين في جميع أنحاء العالم وأين ما تقتضي مصلحتها. 

في حقيقة الأمر فإن الموضوع لا يخلو من الاجندة السياسية، كون الإخوان يعترضون على أمور في مكان ما ويغضون النظر عن أمور مشابهة لها في أماكن أخرى، على سبيل المثال لا تذكر هذه الجماعة على إطلاقاً الاعتداءات والانتهاكات والأعمال الدموية، التي تشنها الصين ضد مسلمي الصين، وكأن هؤلاء المسلمين الصينيين غير معترف بإسلامهم بالنسبة لهذه الجماعة، بينما تثور ثائرتهم بشكل هائل، من خلال الخطب الدينية والبيانات ضد الهندوس في أي حادث يحدث داخل الهند، دون التحقيق والتأكد من نوع الحادث أو أسباب حدوثه. 

 كذلك بالنسبة لمسلمي ميانمار (الروهينغا)، الذين يتعرضون للإبادة الوحشية على يد البوذيين في ميانمار أو ما تعرف  بـ(بورما).

سبب السكوت الواضح هذا عن إبادة مسلمي الصين (اليوغور) ومسلمي ميانمار (الروهينغا) من جانب، والتفاعل القوي مع مسلمي الهند ضد الهندوس ورائه اسباباً سياسية وهذه حقيقة لا غبار عليها. 

من جانب آخر فإن هذه الجماعة في الوقت نفسه تلتحف الصمت ضد الانتهاكات والأعمال، التي تقوم بها بعض الجماعات الإرهابية التي تدعي الإسلام كجماعة أبو سياف في الفلبين مثلاً أو الاعتداءات التي يتعرض لها الاقباط في مصر على يد التيارات الاسلامية المتشددة، أو الأعمال الإرهابية التي تقوم بها طالبان ضد البوذيين في أفغانستان وأشهر هذه الأعمال هو تحطيم تمثال بوذا، وكل هذه الأعمال والحوادث التي ترفضها الأديان ولا تقبلها الإنسانية، إلا أن احداً لم يسمع أي ادانة أو تبرئة من الاخوان أو حتى بيان استنكار.

هناك حملة دولية تسمى "نصرة النبي محمد" تستهدف الدول في شرق آسيا، وفي السنوات الأخيرة حصلت هجمات على الهند (بحجة حماية المسلمين هناك)، وحصلت اعمال عنف وتفجيرات ازهقت أرواح الأبرياء، وعلى ضوء ذلك تم إطلاق حملة في الدول العربية والخليجية لمقاطعة المنتجات الهندية وطرد المبعوثين الهنود.

يقود الحملة ثلاث شخصيات رئيسية هم الدكتورعلي القره داغي في قطر والدكتور محمد الصغير في مصر ومحمد الحسن ولد الددو الشنقيطي في موريتانيا.

 كان القره داغي هو الركيزة الأساسية للحملة المناهضة للهند تحت ستار حماية شرف النبي، ودائماً ما يثير الكراهية والعداء تجاه الهند، اما الصغير فهو عنصر رئيس في الحملة ويدعو بشكلٍ مستمر لاستهداف الهندوس والمطالبة بالدفاع عن مسلمي الهند، ويدعو دائماً لقطع علاقات الهند مع الدول الإسلامية، والشنقيطي نشط للغاية في حملة الكراهية هذه عبر موقعه على تويتر ودائماً ما يحرض مسلمي موريتانيا وجميع أنحاء العالم ضد الهند ويطالب بطرد الهندوس من دول الخليج.

فهل سنسمع ادانة من الشيوخ الثلاثة أعلاه ضد اعمال الجماعات الإرهابية، التي تدعي الإسلام وتزهق أرواح الأبرياء من غير المسلمين باعتبار أنهم أخوة في الخلق؟

أو هل نسمع لهم صوتاً مدافعاً عن مسلمي الصين (اليوغور)، أو مسلمي بورما (الروهينغا)؟

أم أن الأمر يبقى تابعاً للمصالح السياسية؟