ميليسا إيدي
ترجمة: أنيس الصفار
شركة صناعة السيارات هذه، التي تعدُّ ثاني أكبر شركة في العالم بعد تويوتا، تعتزم التركيز أيضاً على توسيع حضورها في أميركا الشمالية، حيث كانت تعاني أوضاعاً صعبة منذ سنوات، الى جانب اكتساب مزيدٍ من القدرة التنافسيَّة في الصين التي تعدُّ أحد أهم أسواقها، كما يقول الرئيس التنفيذي لشركة فولكس واغن "أوليفر بلوم".
التخلي عن تكنولوجيا الديزل
يطرح السيد بلوم خطة من 10 نقاط لمساعدة فولكس واغن على التحول الى ركيزة للسيارات الكهربائيَّة، وهو مسارٌ تبنته الشركة بشكلٍ جدي حين تخلت بالفعل عن تكنولوجيا الديزل بعد فضيحة التلاعب بانبعاثات العادم في العام 2015. يتمثل الجزء المحوري في الخطة المذكورة بالاستثمارات التي سيصل مجموعها الى 180 مليار يورو، أي ما يعادل 193 مليار دولار. ثلثا هذا المبلغ سوف توجه نحو إنتاج خلايا البطاريات وتطوير البرمجيات وإسناد سلاسل التجهيز بالمواد الخام الحساسة.
يأمل بلوم في استخدام بعض عائدات الطرح العلني الأولي لشركة"بورش" في 2022 لتعزيز ستراتيجية فولكس واغن الكهربائية، حيث بلغت العائدات من ذلك 43 مليار يورو.
ذكرت تقارير فولكس واغن أنَّ صافي أرباحها للعام 2022 بلغ 15,8 مليار يورو، أي نحو 16,7 مليار دولار، وهي زيادة نسبتها 2,6 بالمئة عن العام السابق مع عودة سلاسل التجهيز، التي اختلَّ عملها بسبب جائحة كورونا، الى سابق وضعها. تسبب الغزو الروسي لأوكرانيا في العام الماضي بارتفاع أسعار الطاقة، كما أسهم في رفع مستويات التضخم، لا سيما في ألمانيا. لمواجهة تلك التحديات، مع الحفاظ على موازنة الطلب على السيارات التي تعمل بمحركات الاحتراق في ذات الوقت الذي تركز الشركة فيه على إنتاج السيارات الكهربائيَّة، تقول فولكس واغن إنَّ توجهها سوف يجعل من أوروبا هدفاً رئيساً.
خدمات التكنولوجيا والتنقل
يقول "آرنو انتليتز" المدير المالي والتشغيلي لفولكس واغن: "علينا أنْ نحول أنفسنا الى مجموعة لخدمات التكنولوجيا والتنقل، ينبغي أنْ نركز على منصاتنا، مثل أجهزتنا الالكترونية الخاصة بالسيارات الكهربائيَّة التي تعمل بالبطارية، وخزين موحد للبرمجيات والبطاريات، والتنقل والقيادة الذاتيَّة".
على المدى القريب ستواصل فولكس واغن إنتاج السيارات التي تعمل بمحركات الاحتراق الداخلي التي تدرُّ أرباحاً مالية تحتاج إليها الشركة لتغطية تكاليف التحول الى السيارات العاملة بالبطاريَّة، ففي العام 2022 باعت شركة فولكس واغن 8,2 مليون سيارة وشاحنة.
رغم الدعوة التي وجهتها الحكومة الألمانية الى الشركات لتنويع أعمالها في آسيا، كي تبتعد بمراكز ثقلها عن الصين، تواصل فولكس واغن استثماراتها هناك ضمن إطار الشراكة مع شركات محلية.
فولكس واغن هي المنتج الأول في الصين للسيارات التي تعمل بمحركات الاحتراق، بيد أنَّها خسرت الساحة أمام صانعي السيارات المحليين في سوق السيارات الكهربائيَّة الآخذ بالتنامي سريعاً. في العام الماضي طرحت فولكس واغن ستراتيجية اسمتها "في الصين وللصين" وتخطط للتوسع فيها، بضمن ذلك تطوير التقنيات والبرمجيات الموجهة خصيصاً للمستهلكين هناك.
تخلفت عن أقرانها
بيد أنَّ الشركة تواجه مشكلات مختلفة بعض الشيء في اميركا الشمالية. فبعد سنوات من المحاولات للتحول الى لاعبٍ أكبر شأناً
في الولايات المتحدة بالتحديد بقيت فولكس واغن متخلفة كثيراً عن شركات صناعة السيارات الأميركية مثل جنرال موتورز وفورد موتورز والشركات الآسيوية مثل تويوتا
وهيونداي.
في العام الماضي أعادت فولكس واغن تجهيز مصنعها في شاتانوغا بولاية تينيسي بمعدات وأجهزة جديدة للبدء بإنتاج السيارات الكهربائيَّة، وهي تنتج الآن السيارة الرياضية "آي دي 4" هناك، كما أعلنت مؤخراً أنها قد اختارت موقعاً في أونتاريو لإنشاء مصنعٍ جديدٍ للبطاريات. وفي وقتٍ سابقٍ من الشهر الحالي أعلنت الشركة أنها سوف تنشئ مصنعاً في جنوب كاليفورنيا لبناء الشاحنات الصغيرة (بيكب) وسيارات الدفع الرباعي التي ستباع بالعلامة التجارية "سكاوت".
أما في أوروبا فقد انصبَّ تركيز الشركة على إقامة أول مصنع بطاريات لها بكلفة ملياري يورو في سالزغتر بالمانيا، غير بعيدٍ عن مقر الشركة في وولفزبرغ. يحتل المصنع الجديد رقعة أرض تقع خلف مصنع فولكس واغن الذي كان ينتج محركات السيارات منذ أكثر من 50 عاماً، وهو مهيأ لأنْ يصبح مجهز خلايا البطاريات الرئيس لشركات صناعات السيارات.
عن صحيفة "نيويورك تايمز"