يحب ويفضل

آراء 2023/03/23
...

 ساطع راجي


عندما يقول مواطن ما إنه يحب السياسي الفلاني ويكره السياسي الفلاني، فإن المواطن والوطن في مأزق كبير، فالسياسي ليس موضوعا للحب أبدا، حتى عندما يتحول الى حاكم لأنه في كل الاحوال يؤدي وظيفة اجتماعية، نحن لا نحب طبيبا معينا، ولا نجارا ولا بائعا ولا ميكانيكا ولا بناء، انما نفضل أحدا بينهم لأن سمعته جيدة ويلتزم بالمواعيد، وربما لأنه نفذ بعض الاعمال الجيدة لنا، ومع ذلك فإننا سوف نحقد عليه ونحاول البحث عن بديل له إذا ما أخطأ أو فشل في القيام بما نريده منه أو خدعنا، وقام بعمل مزيف او منقوص او مغشوش أو حتى لو لم يلتزم بالمواعيد والسياسي مثله لا أكثر.

يعرف بعض الساسة هذه الحقائق ولذلك يحاولون تغيير عنوان مهنتهم، في المجتمعات التي ينتشر فيها الغش والبضائع الرديئة وعدم الالتزام بالمواعيد، يحاول السياسي ابتكار عنوان مختلف لمهنته أو لنفسه للافلات من الالتزام بالشروط، المجتمعات المختلفة أو التي تتساهل مع النصب والاحتيال تسمح للسياسي ان يقدم نفسه كقائد للوطن او للامة أو كزعيم روحي أو تاريخي، لذلك هناك من يكره الدستور دائما في المجتمعات، التي تعيش على التباس الوظائف، لأن هذا النص يسمي الاشياء بأسمائها، إذ لا يحق مثلا وفقا للدستور العراقي أن يتحكم شخص لا يمتلك شهادة جامعية معترف بها بأي منصب وظيفي سياسي واضح المعالم، وهو ما يؤدي الى ذهاب البعض الى طرق غير دستورية لممارسة السياسة بذرائع مختلفة، ثم يتحدثون عن مشاكل الدستور وعدم قدسيته لأنه ليس كتابا منزلا، لنتخيل أننا نضع قانونا للمرور يسمح لمن لا يجيدون القيادة بالحصول على إجازة سوق، الموضوع هكذا بالتحديد.

إن الخضوع لمنطق الحب في السياسة ليس مقبولا ولا ممكنا لأن الحب يكون أحيانا أعمى، أو إنه حب من طرف واحد، لنتخيل زعيما نحبه لكنه يعرضنا للجوع والتشرد والاقتتال والمعاناة وقد يأخذنا للموت كما تقول الاغنية العراقية المعروفة، ولأن الحب أعمى سوف نتغاضى عن غباء الحبيب وقسوته ودمويته، وقد نبلغ حدا من الغباء والعمى أن ننسى موت المحبوب منذ سنوات طويلة ونتحدث عنه وكأنه ما زال حيا وقد يعود للسلطة.

في اللحظة التي يعمل فيها السياسي مهما كان عنوانه على توريط المواطن بعلاقة حب مقدسة، يكون السياسي قد ارتكب جناية النصب والاحتيال، وإذا خضع المواطن له يكون قد ارتكب جريمة الغباء والغفلة.

لا شيء مقدسًا في العمل السياسي، هذه القاعدة يعمل بها الساسة سرا وعلانية كلما اقتضت مصالحهم، ولذلك من المنطقي أن يقيس المواطن علاقته بالساسة بحسب المنفعة، ويستبعد الحب تماما وحتى الاعجاب، ويتحصن ضد كلمات الغزل السياسي التي تمرر تحت شتى الأغطية.



عندما يقول مواطن ما إنه يحب السياسي الفلاني ويكره السياسي الفلاني، فإن المواطن والوطن في مأزق كبير، فالسياسي ليس موضوعا للحب أبدا، حتى عندما يتحول الى حاكم لأنه في كل الاحوال يؤدي وظيفة اجتماعية، نحن لا نحب طبيبا معينا، ولا نجارا ولا بائعا ولا ميكانيكا ولا بناء، انما نفضل أحدا بينهم لأن سمعته جيدة ويلتزم بالمواعيد، وربما لأنه نفذ بعض الاعمال الجيدة لنا، ومع ذلك فإننا سوف نحقد عليه ونحاول البحث عن بديل له إذا ما أخطأ أو فشل في القيام بما نريده منه أو خدعنا، وقام بعمل مزيف او منقوص او مغشوش أو حتى لو لم يلتزم بالمواعيد والسياسي مثله لا أكثر.

يعرف بعض الساسة هذه الحقائق ولذلك يحاولون تغيير عنوان مهنتهم، في المجتمعات التي ينتشر فيها الغش والبضائع الرديئة وعدم الالتزام بالمواعيد، يحاول السياسي ابتكار عنوان مختلف لمهنته أو لنفسه للافلات من الالتزام بالشروط، المجتمعات المختلفة أو التي تتساهل مع النصب والاحتيال تسمح للسياسي ان يقدم نفسه كقائد للوطن او للامة أو كزعيم روحي أو تاريخي، لذلك هناك من يكره الدستور دائما في المجتمعات، التي تعيش على التباس الوظائف، لأن هذا النص يسمي الاشياء بأسمائها، إذ لا يحق مثلا وفقا للدستور العراقي أن يتحكم شخص لا يمتلك شهادة جامعية معترف بها بأي منصب وظيفي سياسي واضح المعالم، وهو ما يؤدي الى ذهاب البعض الى طرق غير دستورية لممارسة السياسة بذرائع مختلفة، ثم يتحدثون عن مشاكل الدستور وعدم قدسيته لأنه ليس كتابا منزلا، لنتخيل أننا نضع قانونا للمرور يسمح لمن لا يجيدون القيادة بالحصول على إجازة سوق، الموضوع هكذا بالتحديد.

إن الخضوع لمنطق الحب في السياسة ليس مقبولا ولا ممكنا لأن الحب يكون أحيانا أعمى، أو إنه حب من طرف واحد، لنتخيل زعيما نحبه لكنه يعرضنا للجوع والتشرد والاقتتال والمعاناة وقد يأخذنا للموت كما تقول الاغنية العراقية المعروفة، ولأن الحب أعمى سوف نتغاضى عن غباء الحبيب وقسوته ودمويته، وقد نبلغ حدا من الغباء والعمى أن ننسى موت المحبوب منذ سنوات طويلة ونتحدث عنه وكأنه ما زال حيا وقد يعود للسلطة.

في اللحظة التي يعمل فيها السياسي مهما كان عنوانه على توريط المواطن بعلاقة حب مقدسة، يكون السياسي قد ارتكب جناية النصب والاحتيال، وإذا خضع المواطن له يكون قد ارتكب جريمة الغباء والغفلة.

لا شيء مقدسًا في العمل السياسي، هذه القاعدة يعمل بها الساسة سرا وعلانية كلما اقتضت مصالحهم، ولذلك من المنطقي أن يقيس المواطن علاقته بالساسة بحسب المنفعة، ويستبعد الحب تماما وحتى الاعجاب، ويتحصن ضد كلمات الغزل السياسي التي تمرر تحت شتى الأغطية.