الشرطة الخضراء وانفاذ السلامة

آراء 2023/03/25
...

  د.عبد الرضا البهادلي


أصبحت معايير البيئة واحدة من أهم القضايا الملحة في العالم اليوم وعلى هذه المعمورة، التي اكتشف الانسان نفسه عبرها من خلال العبث والعشوائية والجري وراء الأرباح، لاسيما للرأسمالية المتوحشة التي دمرت التنوع الطبيعي في قيعان البحار، وحرقت غابات الأمازون وتحاول أن تسحق ما تبقى من نوادر الطبيعة التي وهبها البديع... على من دور جماعات الخضر في أوربا الغربية ومنظمات المجتمع المدني الضاغطة على الموسسات والشركات التي تسهم وتساهم في تدمير نظامنا البيئي زيادة على الدور الأممي للمناخ والمياه والبحار و..و.. بيد أن كل ذلك لم يجدِ نفعا ولم يلبِ طموح الناشطين بنسب تتناسب طرديا وحجم التلوث، الذي ضرب المعمورة جراء عمل الإنسان نفسه... وهذا ما يحصل في العالم اليوم وفي الوقت الراهن تحديدا، فقضية البيئة باتت موضوع رقم واحد على جدول أعمال معظم الفعاليات الاقتصادية والسياسية الكبرى، فضلا عن الأخرى الرديفة وأصبح الحياد الكاربوني أي (صفر كاربون) طموح الشارع الأوروبي المتهم، وبعض الدول بدأت تشعر بحجم الكارثة، التي يعاني منها النظام البيئي الحياتي وتداعياته على الأرض جمعاء.. ونحن في العراق بدأنا بخطوة نحو الأمام، حين أوجدنا وزارة بيئة تأخذ على عاتقها معالجة ملفات التلوث والقضايا المشتركة، بيد أن كل ذلك ما زال يحتاج حملة وطنية حقيقية نابعة من حرص المسؤول على الخدمة والعمل فى المضي على الطريق السليم، بوضع الأطر واللوائح التي توسس لبرنامج جديد، يبرز بالمجتمع عبر الالتزام بمعايير السلامة الصحية، وليست الجودة التي يصعب تحقيق معاييرها في الوقت الحاضر بسبب البيروقراطية، فضلا عن التعقيدات المجتمعية والاجتماعية المتراكمة لذا نرى من المناسب أن تتشكل في العراق شرطة خضراء، من أولى مهامها هي تأمين السلامة الصحية للغذاء والدواء والمهن المواكبة، ويبدو هكذا مقترح لا يحتاج إلا إلى التسريع في التشريع وتحديد الادوار والمساحة التي تتحرك فيها الشرطة الخضراء، والتي أن أسست لربما سيكون لها كبير الأثر في المساعدة للوصل إلى معايير الجودة على المدى القريب، وتصبح ومضة ضوء تشع في عقول الأجيال القادمة.

 والشرطة الخضراء حين تكون جهازا تنفيذيا معياريا خاصا بالسلامة والجودة مستقلا، يستقطب حملة شهادة البكالوريوس وما بعدها لأجل نظام بيئي محكم، يساعد في تخفيف الضغط على الموسسات الصحية على المدى القريب والمتوسط، ويسهم في مجابهة التحديات القادمة الخاصة بالبيئة وقضاياها الساخنة والملّحة، التي لا مناص من الولوج في استدامتها وتمكين الفعاليات المجتمعية من المساهمة في ذلك، فضلا عن نشاطات المجتمع المدني، لا سيما نحن مذ نعومة أناملنا وحتى اللحظة لطالما كنا نسمع ونردد العقل السليم في الجسم السليم.