حسن العاني
منذ الظهور المبكر للأنظمة أو الحكومات، وإلى بلوغها مرحلة النضج المتعارف عليه لمفهوم الحكومة وصلاحياتها وطبيعة النظام الذي تمثله، وصولاً إلى شهرنا المبارك هذا، كانت هناك مسميات مطروحة علناً، أو تحمل اسمين أحدهما ظاهري تعبر عنه الشعارات البراقة، والآخر باطني يمثل حقيقة النظام وهويته.. من ذلك دكتاتوري بعباءة ديمقراطيَّة أو عسكري بعباءة مدنية.. الخ.
على أية حال عرف العالم العديد من المسميات، ما زالت أغلبها سارية الاستعمال والتطبيق على غرار حكومة اليمين، أو اليسار، أو اليمين المعتدل، أو المتطرف، أو الحكومة الرشيدة.. وعلى غرار النظام الليبرالي، أو العسكري، أو الطائفي، أو العلماني، أو الديني، أو القومي... الخ.
بالطبع لم يقف العراق خارج هذه البانوراما، فقد سمعنا منذ قيام الدولة العراقية، العديد من الأسماء، على غرار: ملكية/ ملكية/ دستورية/ انقاذ وطني/ جمهورية.. الخ، وفي العقدين الأخيرين حيث سادت الأنظمة المتطرفة في ديمقراطيتها، ظهرت العديد من الأسماء، بعضها قديمة أو محورة، وبعضها مبتكرة على غرار حكومة (شراكة/ خدمات/ توافق/ كفاءات.. الخ)، ومع التباين في طرح شعارات فضفاضة، إلا أنها في المحصلة لم تستطع الخروج من دائرة المحاصصة، وفي المرات جميعها تمضي الحكومة واسمها مع كل انتخابات جديدة، ولا تبقى منها سوى حملاتها وشعاراتها الدعائيَّة والانتخابيَّة..
ما يجب الانتباه إليه جيداً، هو أنَّ الدعوة إلى حكومة (كفاءات وإخلاص) التي ترافق قيام أية حكومة جديدة، كان بمقدورها أنْ تتحقق فعلاً وذلك هو حلم العراقيين جميعاً.. لولا أنَّ هناك ملاحظة صغيرة جداً تفيد بأنَّ 80 بالمئة من وزراء الحكومات العراقية على مدى عشرين سنة، كانوا من أفضل الوزراء كفاءة وإخلاصاً وعطاءً، ولكنهم فشلوا في إعمار العراق ومعالجة فقره وبطالته وكهربائه وتردي وعيه، لأنهم كانوا ينفذون ما يريده أولياء أمرنا، لا ما يريدون ويخططون ويطمحون، ولأنَّ الوزراء كانوا طوع رغباتهم لا طوع رغبات الناس وأمنياتها وأحلامها.. أنتم يا أولياء الأمر.. يا سادة يا كرام.. لم تتركوا الكفوئين والنزيهين لأداء عملهم، فهل- (أبوس) جباهكم وأيديكم – آن الأوان ولو لمرة واحدة، كي تسحبوا أنوفكم وأوامركم ورغباتكم و.. ومصالحكم وسيدعو لكم الشعب من زاخو إلى الفاو بالصحة، والعافية، والرزق والنجاح.. ويكف عن، أقصد يتوقف عن.. الخ.