يعد صيام شهر رمضان المبارك من أهم العبادات التي يتقرب بها المسلمون الى الله سبحانه وتعالي، كذلك يعود الصيام بالعديد من الفوائد الصحية على جسم الإنسان، فالصيام عبارة عن ممارسة صحية فعالة تستخدم لعلاج بعض الأمراض في حالة تطبيقها بشكل صحيح.
والصيام مفيدٌ جداً للكلى، ففي الصيام ينقطع الإنسان عن شرب الماء لمدة 12 – 14 ساعة تقريباً، ويستطيع الإنسان تحمل هذا الانقطاع بسبب وجود مخزونٍ كافٍ في الجسم، ويفيد هذا الأمر الكلى، حيثُ يعيطها فرصةً للاستراحة والتخلص من الفضلات والسموم، كما تزيد نسبة الأملاح في الجسم، مثل: الصوديوم والبوتاسيوم وتقل نسبة الكالسيوم وهذا الأمر يساعد في التقليل من الترسبات الكلسية في الكلى.
فالكلى من أهم أعضاء الجسم التي تعمل على تصفية وتنقية الدم وإفراز البول من الدم، بالإضافة إلى موازنة الحموضة والقلوية في الجسم، وحماية الكلى من الفشل هي الخطوة المهمة التي يسعى إليها الكثير لتجنب سلسلة طويلة من الأمراض.
ويعد اضطراب وظائف الكلى والحصوات الكلوية والفشل الكلوي من أكثر الأمراض شيوعاً في الآونة الأخيرة، وهي ناتجة عن الكثير من العادات الخاطئة التي يمارسها الإنسان خلال يومه، ما يؤدي إلى ظهور الأمراض المتعلقة بالكلى.
مرضى الكلى من الفئات التي قد تتعرض للضرر جراء الصيام في شهر رمضان، إذ يسبب لبعضهم الإصابة بمضاعفات خطيرة، وينقسم المرضى لفئات متعددة يجب عليهم الخضوع لاستشارة الطبيب المختص قبل الشروع في الصيام لتجنب أي ضررٍ خلال ساعات الصيام.
ولضمان صيامٍ آمنٍ لمرضى الكلى؛ يجب الالتزام بأساليب التغذية السليمة لمرضى الكلى، فعلى مريض الكلى بشكلٍ عامٍ الحرص على تنوع طعامه اليومي وتوازنه وعدم إهمال وجبة السحور حتى لا يضعف جسمه. فمرضى الكلى بحاجة إلى سعرات حرارية أكثر من الأشخاص العاديين، ويجب الحرص على عدم ارتفاع الأملاح لديهم مع الإقلال من الأطعمة التي تحتوى على نسبة عالية من الصوديوم والبوتاسيوم والفوسفور خاصة خلال رمضان؛ فالصوديوم متواجدٌ بنسبة كبيرة في ملح الطعام، والبوتاسيوم في بعض الخضراوات مثل (الطماطم، البطاطس، البامية، وجميع الأوراق الخضراء) وبعض الفواكه مثل (الموز، البرتقال، المانجو، التمر، المشمش والخوخ والبطيخ الأصفر "الشمام")، أما الفوسفور فيوجد في البقوليات، والمشروبات الغازية، والمكسرات والحليب ومشتقاته، ويجب على المرضى الذين يتناولون الحبوب التي تعمل على تخفيض مستوى الفوسفور بالدم أخذها أثناء الوجبة وليس قبلها أو بعدها.
ولكل مرضٍ من أمراض الكلى أسلوب التغذية الخاص به خلال رمضان؛ فمرضى القصور الكلوي في مرحلة ما قبل الغسيل إذا سمح الطبيب المعالج لهم بالصيام فعليهم التقليل من تناول الأغذية الغنية بالبروتينات؛ حيث يسبب الإسراف في تناولها جهداً زائداً على الكلية ويؤدي إلى فشل الكلية نهائياً، كما يؤدي إلى زيادة المواد السامة الناتجة عن هضم البروتينات (اليوريا) بالجسم، على عكس مرضى الغسيل الكلوي فهم بحاجة إلى زيادة البروتينات خاصة الحيوانية، فعند عملية الغسيل تخرج بعض البروتينات الأساسية التي يجب تعويضها بالأغذية.
ويتعين على مرضى الكلى بشكل عام عدم التعرض لدرجات الحرارة العالية أثناء الصيام، وتجنب تناول الأطعمة المالحة، واستخدام كأسٍ لشرب الماء حتى لا تزيد كمية السوائل عن المطلوب، كما يجب التقليل من تناول الحلويات مع الحرص على تناول الأطعمة قليلة الدهون؛ فمرضى الكلى لديهم فرصة أكبر للإصابة بأمراض القلب والشرايين.