بغداد: حيدر الجابر
لعل من أهم ما توصل إليه العراق وتركيا خلال زيارة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى أنقرة، هو البدء بتنفيذ مشروع القناة الجافة، وهو المشروع الذي يساوي طوله ذهباً، بحسب مختصين، إذ سيقرب المسافات بين الدول في مجال النقل والطاقة بالدرجة الأولى.
وقال السوداني في مقال قبيل زيارته إلى تركيا: إن «مشروع ميناء الفاو الكبير سيشمل ممر القناة الجافة التي سيشكلها طريق سريع وخط للسكك الحديدية يمر عبر (الديوانية والنجف وكربلاء وبغداد والموصل) ويمتد إلى الحدود التركية، ما يتيح الوصول إلى ميناء مرسين وأوروبا عبر إسطنبول».
وبدا عضو لجنة النفط والغاز النيابية، علي سعدون اللامي، متفائلاً بشأن القناة الجافة، وأكد في تصريح سابق، أن «مشروع ربط العراق مع الجانب التركي من المشاريع المهمة الذي من شأنه أن ينشط التجارة ويفتح منافذ جديدة للعراق، وله نتائج إيجابية على البلد».
هذا وكتب الباحثان «بيلجاي دومان» و»محمد ألاجا»، في مقال نشره موقع «معهد دول الخليج العربية»، أن «العراق يطمح لأن يصبح مركزًا للنقل بين آسيا وأوروبا، عبر إنشاء ميناء الفاو الكبير في مدينة البصرة، جنوبي البلاد، ومشروع ممر القناة الجافة، الأوسع في المنطقة».
من جانبه، وصف المحلل الاقتصادي عبد الحسن الزيادي، مشروع القناة الجافة بأنه معادل للثروة النفطية.
وقال الزيادي لـ»الصباح»: «كان يجب إنشاء القناة الجافة قبل عقود لأنها تربط بين الشرق والغرب عبر العراق»، وأضاف أن «مميزاتها كثيرة جداً وتبدأ من الفاو إلى تركيا ومنها إلى أوروبا، إذ سيصبح العراق مصدراً لحركة نقل الطاقة والبضائع إلى العالم».
وأكد أن «واردات القناة الجافة ستكون أكبر أو موازية لواردات النفط في حال تم إكمال ميناء الفاو وربطه بالقناة الجافة، وبما لا يقل عن 100 مليار دولار”، مبيناً أنها “ستختصر الوقت في النقل، إضافة إلى تنشيط السياحة في العراق”.
في المقابل، بدا عضو لجنة الاقتصاد النيابية كاظم الفياض، متحفظاً بشأن آلية الوصول إلى الاتفاق مع تركيا، إذ قال لـ”الصباح”: إن “تركيا ستستفيد أكثر من العراق من هذا المشروع”، مذكراً بأن “تركيا مستفيدة اقتصادياً من التبادل التجاري وكان يمكن استخدام هذه الورقة في الحصول على مكاسب أكثر”، وختم بالقول: إن “القناة الجافة ستوفر فائدة قليلة للعراق”، متوقعاً أن “يستفيد العراق بنسبة 25 % من المشروع”.
وبينما أبدى مراقبون تخوفاً من تعرض الحكومة إلى ضغوط أو ابتزاز سياسي من دول الجوار بشأن هذا الموضوع، أكد المحلل السياسي جاسم الموسوي، أن مشروع القناة الجافة مكسب سياسي سيخلق توازناً إقليمياً، نافياً وجود استغلال سياسي أو مكاسب سياسية على حساب المصلحة الوطنية.
وقال الموسوي لـ”الصباح”: إن “القناة الجافة واحد من المشاريع الستراتيجية العالمية في الشرق الأوسط، وإكمالها سيحقق تكاملاً اقتصادياً بين بلدان المنطقة”، وأضاف “من خلال هذا التكامل سيتحقق الأمن والاستقرار في العراق”، مؤكداً أنه “مكسب سياسي لأنه يخلق رضا وتوازناً إقليمياً ودولياً بشأن القناة الجافة التي ستجمع الخليج والهند والصين عن طريق تركيا إلى أوروبا”.
وتابع: “بالتأكيد لا يوجد استغلال سياسي، ولا توجد محاولة من أحد للحصول على مكسب سياسي على حساب المصلحة الوطنية”، وبين أنها “مصلحة عراقية وإقليمية، وهي وسيلة للتعاون والتكامل الاقتصادي بين دول المنطقة”.
تحرير: محمد الأنصاري