فوضى المرور وغياب التخطيط

آراء 2023/03/27
...

 كاظم الحسن 

اختناقات وازدحامات وعشوائيات، هذا ما تجده في العاصمة بغداد وحسب احصاءات الخبراء في هذا الجانب، فان الطاقة الاستيعابية لعدد العجلات في بغداد هي 200 ألف، لكن واقع الحال هو 3 ملايين عجلة، اي 15 ضعفا هو الفائض

 بمعنى اذا كان لديك منزل،عدد أفراده 10 أشخاص وبعد الزيادة اصبح 150 فردا في البيت نفسه، من الطبيعي يحدث اختناق وازدحام فيه، إلى الحد أن تكون فيه حجوزات على الحمام والمطبخ، اما غرف النوم، فيكون النوم فيها «حل وشد»، حسب مصطلحات عمال البناء، ولكن رغم ذلك تجد ثمة حلول لهذا المأزق عن طريق البناء العمودي للدار نفس أو الزحف الافقي على الحديقة، على كل حال هي حلول ممكنة. 

في احدى المسرحيات، يعود الاسير من السجون في ايران ويصاب بالصدمة، حين يجد أن حديقة منزله، التي كانت تعج بالورود، قد تحولت إلى غابة من البصل ويقوم بالصراخ ولو يعود اليوم، لوجد الحديقة التي تركها، قد أصبحت «مراحيض»، لأصيب بأحد الامراض المزمنة.

ما نريد قوله إن التقارير الدولية، تتحدث عن بغداد وتصف حركة المرور فيها، على أنها الأسوأ في الشرق الاوسط، اما التلوث من جراء ذلك، فان العراق يحتل المرتبة الثانية في العالم، بعد تشاد على مستوى التلوث، والغريب ليس هنك ناقوس خطر يحذر، أو يعمل على تفادي هذا الواقع المزري، الذي يتسع فهل ثمة مشكلة كبرى اكثر من الاختناق المروري، ويصحبه افتراش أصحاب البسطيات الارصفة؟ بحيث ليس هناك طريق للسابلة، اما النظام المروري في دول الخليج ولا نريد ان نذهب بعيدا، فهو يعتمد على الكاميرات ونحن إلى اليدوي فلا أحد يحترم الاشارات، لا رجل المرور ولا السائق، اما (التكاتك والستوتات والماطورسكل) هؤلاء جماعة «الرون»، لديهم اعفاء من المخالفات المرورية مرفوع عنهم «القلم والكيبورد». 

ولا نجد اية حلول تلوح في الافق، في السابق كان الفشل والاخفاق يرمى على الحقبة السابقة، وبعد عقدين من الزمن الراكد، أصبحت كل حكومة جديدة تلقي الاتهامات على قبلها وهكذا تسمع عن الفساد ولا يوجد شخوصه عن المشكلات، ولا توجد اي حلول على طريقة «سيري وعين الله ترعاك»، أو «اذهب انت ومصيرك ياعراق».

لو نظرنا إلى دول الخليج العربي، نجد التطور العمراني والتقني والاستقرار والازدهار، بلغ أوجه، بعبارة أخرى، اعتمدت هذه الدول على صياغة سياسية حكيمة «المال مقابل استيراد الادارة من الخارج»، ورفاهية الشعب قبل حماية النظام بالدبابات، اما ما حدث لنا فهو النفط مقابل الحرب وحماية النظام بالمدرعات وانتهى الامر، النفط مقابل الغذاء

والدواء؟

كتب أحدهم «ابوغريب تزوج ام المعارك، فكان الوليد المشوه الحواسم» «ابوظبي تزوج دبي، فكانت دولة الامارات العظيمة».