نصير الشيخ
خمسة عشر فناناً وسبع فنانات عرضوا لوحاتهم الفنية في قاعة جمعية التشكيليين العراقيين في ميسان، وسط حضور تفاعل مع أعمالهم المعروضة، حيث ثيمة "جماليات المكان ـ البيئة العراقية" المشتركة بينهم والمتمثلة بأسواقها وأزقتها وأماكنها القديمة قيد الاندثار، فعين الفنان الراصدة لهذه الأماكن وزاوية التصوير وجدلية الظل والضوء كلها شكلت فضاء العرض لهذه اللوحات واتخذت من الواقعية أسلوباً لها في التنفيذ.
وقال الفنان ستار لقمان ممثل جمعية التشكيليين العراقيين المركز العام في المعرض الذي سيستمر عشرة أيام: إن "المعرض المقام حالياً بمستوى عالٍ جداً، والمشاركون من الفنانين يمتلكون مستويات احترافية كبيرة، أفرزت عن تمرس دائم في اشتغالهم، وحقاً يندهش المشاهد أو المتلقي لجمال هذه اللوحات ودقة تعبيرها، وذلك لتمكنهم من نقل الواقع مع إحساس عالٍ بشكل كبير، مع ملاحظة والتي أود فيها أن يزور هذا المعرض محافظات أخرى لجودة هذه الأعمال التي تستحق المشاهدة". وأضاف أن "الأعمال التي أمامنا هي بين الواقعية، والواقعية التعبيرية وهي عابرة للكلاسيكية، بحيث أن العمل يؤثر مباشرة في المشاهد أو المتلقي لدقة التعبير، واختيار المواضيع والتي ساعدت على
ايصال ما يريده الفنان".
المعرض حظيَ بدعم من جمعية التشكيليين العراقيين، المركز العام وبإشراف الفنان قاسم سبتي، إذ تأخذ الجمعية على عاتقها دعم الفنانين والتجارب المهمة في الفن، لتقديم ما هو أفضل لفروعها في المحافظات. وقال الفنان زاهد الساعدي: ارتأينا في المعرض السنوي الذي شارك بدورته الثانية 15 فناناً و7 فنانات أن يكون هذا العام تحت عنوان "جماليات المكان.. البيئة العراقية" وهو نتاج جديد للفنانين المشتركين وباحترافية عالية، ونتاج أيضاً لشهور من الفحص والتقييم للأعمال المشاركة. وأكد أن "وحدة الموضوع هي البيئة العراقية بواقعها وواقعيتها، مثل الشناشيل، والحرف الشعبية، والأزقة، والبيوتات القديمة، وأعتبر هذا من الدلالات المهمة في برنامج جمعيتنا.
اشتغالات الضوء والظل وانعكاسات مصادره تباينت في حضور الفنانين المشاركين وحسب قدرة الفنان التعبيرية فجاءت لوحات حسن الياسري، وزاهد الساعدي، وفارس عباس، مشهداً لونياً مبهراً حقق حضوره الفعلي في قاعة العرض عبر استخدامهم زاوية النظر في التقاط الأماكن وقدرة الضوء ومصدر نور الشمس على بعث حياة بحركية عالية.
من جهتها، أعربت الفنانة صبا العكيلي المشاركة الدائمة في المعارض الفنية للجمعية عن سعادتها، قائلة: إن "المعرض السنوي لجمعية التشكيليين في ميسان اعتبره نوعياً هذا العام من حيث عدد الأعمال المشاركة التي حاولت وأجادت في رسم جوانب من المدينة وأماكنها". ومشاركتها كانت لوحة بتنفيذ "ستل لايف" من المدرسة الحديثة وهي منفذة بالزيت على الكانفاس. بينما جاءت لوحات أحمد قاسم كالتقاطات لافتة ذات حركية منسجمة مع الظل والضوء، إذ رصد حركة المرأة والبنت المانحة لسطح اللوحة تعبيرية متميزة. بينما جسدت لوحات أحمد فياض مهارة الرسام الحاذق وخطوطه الفاعلة في تحديد الملامح البشرية لشخوصه وضخها بتعبيرية عالية كاشفة عن بعدها الإنساني، وكذلك مشاركة حسن قاسم الياسري كانت لافتة، أما لوحات رعد محمد خلف فامتلكت قدرة تكوينية حشد فيها الفنان عدداً من العلامات والرموز.
النحات عبد الحميد العابد ممثل جمعية التشكيليين المركز العام شدد بعد حضوره حفل افتتاح المعرض السنوي على ضرورة الارتقاء بالفن الواقعي، قائلاً: سرور كبير وأنا في المعرض السنوي لفرع ميسان، وحقاً أبرز مستويات احترافية وفنية متميزة، وبمشاركة رائعة من فنانات وفنانين ميسانيين، وحقاً ثيمة المعرض جادة وحقيقية لاتخاذها المكان والتقاطات الواقع ثيماً لهذه اللوحات. وأشار إلى ضرورة تطوير هذا الاتجاه، الأكاديمي، لإبراز مهارات الفنانين باعتباره أساساً للمستوى الرفيع للفن عموماً والرسم تحديداً.