محمد صادق جراد
عقود طويلة شهدنا فيها غياب مفاهيم حقوق الانسان عن المجتمعات العربية بسبب وجود أنظمة دكتاتورية، كان كل همها تعبئة الشعب باتجاه حب القائد والتضحية في سبيله.
ولذلك أصبحنا أمام فهم خاطئ للديمقراطية ومفاهيم حقوق الانسان.
ولهذا تسعى وزارة التربية العراقية بالتعاون مع المجلس الثقافي البريطاني، الذي يعمل في
العراق إلى نشر وتعزيز مفاهيم حقوق الإنسان لدي التلاميذ والطلبة من خلال ممارسة عدة نشاطات وفعاليات منها مسابقة حقوق الإنسان، التي تقام بين عدد من مدارس العراق والتي تم اختيارها كنموذج قبل تعميم التجربة على جميع المدارس في
العراق.
وحسنا فعلت وزارة التربية لأننا نرى بأن هذه الخطوة أصبحت ضرورية، بالرغم من كونها متأخرة، وذلك لعدم وجود ما يتعلمه التلاميذ حول حقوق الإنسان، لا سيما حقوق الطفل في المناهج المدرسية الرسمية، الأمر الذي يسهم في غياب هذه الثقافة عن الأجيال القادمة، إضافة إلى عدم معرفتها لحقوقها، وبالتالي السكوت عن الانتهاكات وعدم المطالبة بالحقوق في
المستقبل.
وتقوم هذه التجربة على عدة ممارسات بضمنها انتخاب برلمان طلابي وتكليفه بمهام متعددة ومتعلقة بحقوق الإنسان، ويتم من خلال هذه الممارسة تدريب التلاميذ على كيفية اختيار الأفضل وحرية إبداء الرأي، بالإضافة إلى إقامة نشاطات وفعاليات ومحاضرات تهدف إلى توعية التلاميذ والمجتمع المحلي وترسيخ مفاهيم حقوق الإنسان لدى تلاميذ المدارس وأولياء أمورهم..
عندما نتابع حقوق الطفل في العراق نكتشف بأنها تتعرض للانتهاك عبر استخدام العنف ضده في البيت وفي المدرسة، علاوة على غياب التطبيق الصحيح لتعليمات وقوانين التعليم الإلزامي، فنجد أن العراق وللأسف الشديد يشهد الكثير من حالات ترك المدرسة وعمل الأطفال والتفريط بحق الطفل في التعليم، اضافة إلى غياب الحق في العيش في بيئة صحية ومدرسة مثالية بسبب النقص الكبير في الابنية المدرسية
في العراق.
أحداث العنف والظلم والتعسف التي تمارس ضد الطفل ضمن المجتمع والأسرة، يجعلنا امام حقيقة مهمة للغاية وهي الحاجة الكبيرة إلى ترسيخ وتعزيز ثقافة حقوق الانسان في المدارس وضمن المناهج الدراسية، لنضمن جيلا واعيا يعرف حقوقه ويطالب
بها.