الخطاب الروائي النسوي وتحديات الغربة

ثقافة 2019/04/15
...

هناء العبودي
 
 
ضيّفت منصة إبداع التابعة لبغداد مدينة الإبداع الأدبي – اليونسكو القاصة والروائيّة هدية حسين في ندوة حواريّة بعنوان “الخطاب الروائي النسوي وتحديات الغربة” على قاعة ستي في بيت الحكمة، المصادف 11/4/2019، أدار الجلسة دكتور سعد التميمي مدير المنصة، وقد حضر الندوة حشد من الأدباء والكتاب والأكاديميين والمتخصصين.
بدءاً تحدثت القاصة والروائية هدية حسين عن بداياتها وعن تجربتها الابداعية في القصة والرواية في العراق وفي البلدان العربية وفي منفاها الكندي، وان غيبتها عن العراق كانت جسديّة وليست روحيّة، وإنّها من مواليد بغداد ومن عائلة فقيرة تسكن حيا شعبيا لا تزال تعده الخزين الأول لكتاباتها. في مدرسة نجيب باشا الابتدائية التي تعلّمت الأحرف الأولى فيها، وأصرت على أن تتفوق على أقرانها لتكسر حاجز الفروقات الطبقيّة بينها وبينهم. فتفوقت واقتحمت مجالات وعوالم كان يصعب على النساء دخولها. لم تتمكّن الروائية هدية حسين من إكمال دراستها الجامعيّة بسبب الظروف المعيشية الصعبة التي كانت تعاني منها أسرتها، الأمر الذي دفعها للالتحاق بإذاعة بغداد في العام 1973، إذ عملت لأكثر من 17 عاما في إذاعتي بغداد، وصوت الجماهير، والإذاعة الموجهة إلى أوروبا، كما عملت في الصحافة العراقية، وشاركت في العديد من الأنشطة الثقافية في بغداد وعمّان والقاهرة. وانها الفت اكثر من عشرين كتابا وقد بدأت حياتها الأدبية شاعرة وكتبت الشعر العمودي وقد كانت اشعارها تذاع عن طريق برنامج (براعم في الطريق) والذي لاقى صدى واسعا في تلك الفترة، ومن ثم اتجهت الى كتابة القصة والرواية فيما بعد وان كانت لكتابة القصة النصيب الأوفر. وكانت مدرستها في ذلك الحين الشاعرة لميعة عباس عمارة، ثمّ انحدرت الى عالم الصحافة عن طريق عملها في (مجلة المرأة) وجريدة القادسية وجريدة الجمهورية.
أما عن كتابات المرأة الأديبة العراقية محليا وعربيا فقد تحدثت حسين أن المرأة الكاتبة اذا وصلت الى ما تصبو اليه فهذا يعني  توقف كتاباتها، وبالنسبة لهدية حسين وان كتبت رواية فلا بدَّ ان يكون هناك شيء لم تقله، وهذا ينطبق حتى على الحياة اليومية.
وأما عن الهدف من الكتابة بالنسبة لهدية حسين ، فـ “إن الحياة لم تعطني سوى الكتابة” على حد رأيها، لان الكتابة تعطيها الحرية الأكثر، فالشخصيات التي تكتبها هدية حسين كأنهم اشخاص حقيقيون تحاورهم، لأن الكتابة تمنحها الحياة والحرية.
وعن روايتها (نساء العتبات) وهي الرواية رقم ستة ضمن سلسلة رواياتها، والتي تظهر فيها ثيمة تأثير الحرب على المرأة وفيها انتصار للمرأة بشكلٍ خاص، وقد سبقت هذه الرواية روايتها الثالثة (في الطريق اليهم) والتي تتكلّم عن الموضوع نفسه. وكذلك اشارت الى مجموعتها القصصية (وتلك قضية اخرى) والتي ترجمت الى الصربية وفازت بجائزة الشارقة عربيا. وقد وصلت رواية “ريام وكفى” للقائمة الطويلة في البوكر العربية عام 2014 ، ورواية “صخرة هيلدا” والصادرة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر يمكن القول ان العنوان يتجه في منحى معين ويبرز حالة العلاقة الاشكالية بين ذات الروائية التي تسعى لمخاطبة الآخر الذي لا تجده في عزلتها القسرية التي تشظّت منها العديد من الخطوط والشخصيات والاحداث بوصفها محاور أحاطت بدائرة السرد المنطلق فعلها من الذات الراوية التي انهكتها لعبة الحرب والفقدان والحب وأخيرا صراع التأقلم مع مفردات المنفى الجديد.
وعن الغربة وتأثيرها على هدية حسين فقد اردفت قائلة انها امضت اكثر من عشر سنواتٍ في عمان الأردن وهي محطة مهمة جدا في تجربتها الأدبية، على الرغم من عيون النظام السابق في ذلك البلد وانها لم تشعر بأية غربة فيه، لكن الغربة الحقيقية بدأت عند هجرتها الى كندا وما رواياتها (خارج منطقة الصفر)، (زجاج الوطن)، (ما سيأتي) الاكثر دلالة على تأثير الغربة في كتاباتها.