بغداد: منى محسن
أواخر الأشياء لا تعني نهايات مشوارهم، بل هي محاولة منا لنتابع خطواتهم ونسبر أغوارهم لمعرفة آخر أخبارهم وهم يواصلون تألقهم في رسم معالم لوحاتهم الإبداعية في مختلف تخصصاتهم ليصنعوا لنا ولجمهورهم ومحبيهم نقطة ضوء يشار لها بالبنان ليُسهموا معاً في صناعة الجمال الذي نبحث عنه جميعاً عبر مجموعة من الأسئلة التي تمنح للصورة معنى. ضيفنا اليوم من كبار الشعراء في العراق وأحد أعمدة كُتّاب الأُغنية في سبعينيات القرن الماضي، أصدر ثماني مجاميع شعرية وكتب أكثر من 500 أغنية لمطربين عراقيين
وعرب. إنه الشاعر القدير كريم راضي العماري.
* آخر ما تحمله من ذكريات عن كواليس أُغنية "لا تصدّك اليحجون" التي غنّاها الفنان القدير سعدون جابر، ولحّنها القدير محسن فرحان، وتُعتبر هي التي قدَّمتك للجمهور؟
- قبل هذه الأُغنية، كتبتُ عشرات الأغاني لمطربين عرب وعراقيين، والأُغنية جاءت بطلب من الملحّن محسن فرحان عندما طلبَ مني أن أكتبَ له أُغنية تبدأ بكلمة "لا"، فكتبتُ مجموعة دارميات كلّها تبدأ بلا، فقام بتلحينها جميعاً بحيث وزّعها على أكثر من مطرب، ومنهم فؤاد سالم بأُغنية "لا هي عشرة يوم" وأُغنية "لا بية أكلّك روح" لأمل خضير، و "لا تصدّك اليحجون" لسعدون جابر.
* آخر برنامج قمتَ بإعداده، علماً أنك قمتَ بإعداد العديد من البرامج الإذاعية لإذاعتي بغداد وصوت الجماهير؟
-عندما كنتُ رئيس قسم البرامج الريفية، قدَّمتُ العديد من البرامج، وكان آخرها برنامج "ألوان من الريف" والذي استمر لأكثر من عشر سنوات إعداداً وتقديماً.
* آخر أُمنياتك كانت أن يقوم الملحّن الراحل بليغ حمدي بتلحين كلماتك، ما هو العائق الذي حالَ دون ذلك؟
- في موضوع أُمنيتي أن يلحّن لي الفنان بليغ حمدي هو الشاعر كريم العراقي، عندما أراد سعدون جابر أن يسجّل مجموعة أغانٍ من ألحان بليغ حمدي، احتكرها كريم وكتبها كلها.
* آخر ذكرياتك عن لجنة فحص النصوص الغنائيّة التي ترأستَها لفترة وكانت حازمة بإجراءاتها؟
- أنا فخور بأنني عملتُ في هذه اللجنة لسنوات طويلة، ومن خلالها قمتُ بفحص نصوص أغلب الشعراء المشهورين الآن، ويُشرّفني أنني قمتُ بتصحيح أغلب الأخطاء والأغلاط الشعرية فيها، وللأسف الشديد، أغلبهم الآن ينكر ذلك.
* آخر مطرب ريفي تعاملتَ معه، علماً أنك كتبتَ العديد من الأغاني الريفية المميزة، والحصة الأكبر كانت للمطرب الريفي المبدع عبدالزهرة مناتي؟
- كنتُ من المعجبين بصوت الفنان المرحوم عبدالزهرة مناتي، إضافة إلى ذلك، فهو من أقربائي وكنّا نعمل معاً في إذاعة القوات المسلحة، وأغلب أُغنياته من كلماتي بحكم اللقاء المستمر معه.
* آخر ما تتذكره عن أُغنية "اسمك عربي"، والتي غنّاها قحطان العطار، وفازت كأفضل أُغنية في مسابقة الأُغنية الوطنية أو العاطفية التي جرت عام 1977؟
- هذه الأُغنية هي أول أُغنية بصوت الفنان قحطان العطار، وأول لحن للفنان جعفر الخفاف، وكانت إحدى الأغاني الفائزة في مهرجان الأُغنية الوطنية.
* آخر الأسباب التي جعلت بعض الأُغنيات العراقية اليوم لا تُخلَّد في الذاكرة، والبعض يُشبهها بالفقاعات التي سُرعان ما تنتهي؟
- أتمنى أن يسري قانون أو قرار وزارة الداخلية في موضوع محاسبة الأعمال الهابطة على المطربين والشعراء الذين أساؤوا إلى الذائقة وشوَّهوا جسد الأُغنية العراقية الجميلة.
* آخر فنان عربي تعاملتَ معه، بما أنك كتبتَ سابقاً لفنانين عرب منهم سميرة توفيق وصباح؟
- هناك عدد من الفنانين العرب الذين غنّوا أُغنيات عراقية، وكانت من كلماتي مثل "لتصدّك اليحجون" التي غنّاها الفنان سعدون جابر، ولحنها الفنان محسن فرحان، وتعاملتُ مع محمد قنديل من مصر، وسُعاد السعودية من السعودية، ومطربين من الخليج العربي.