موسكو: وكالات
لفتت الخارجية الروسية إلى أن حقيقة تفجر أنبوب السيل الشمالي ستنكشف، فيما انتقدت بكين موقف واشنطن إزاء مسار التحقيقات في هذا الملف.
وأعربت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا عن يقينها بأن الحقيقة حول تفجير خطي أنابيب الغاز «السيل الشمالي» و»السيل الشمالي-2» في أيلول الماضي، ستظهر للعيان عاجلاً أو آجلاً.
وقالت زاخاروفا في حديث تلفزيوني أمس الثلاثاء: «باعتقادي، ستظهر الحقيقة حول السيل الشمالي وستشق طريقها، ولا أشك في ذلك، الأمر مؤكد بنسبة 100 بالمائة».
وأضافت أن «تلك الحقيقة قد بدأت في الظهور بالفعل، ولكن الأهم أن ذلك يحدث ليس بسبب نوع من التخمينات، وليس بسبب وجود بعض الشعور الغامض بالنوايا، بل لأن الدافع لا يتطلب مشقة البحث عنه».
وأوضحت قائلة : إن «(الدافع) أعلنه رسمياً رئيس الولايات المتحدة»، في إشارة إلى تصريح لبايدن في فيراير/ شباط 2022 عندما نوه بأن الولايات المتحدة «ستتخلص» من «السيل الشمالي» إذا «غزت روسيا أوكرانيا»، وأضافت: «والباقي مجرد مسألة جمع الأدلة ليس أكثر».
وأشارت زاخاروفا إلى أن الولايات المتحدة وألمانيا فضحتا نفسيهما عندما طرحتا روايتين متطابقتين وبشكل متزامن عبر وسائل إعلامهما التي وصفتها زاخاروفا بأنها «قريبة من الدوائر الحاكمة في بلديهما»، حول تفجير «السيل الشمالي»، في خطوة تثبت تعمدهما في ضخ معلومات كاذبة في وسائل الإعلام.
وحسب زاخاروفا، فإن الولايات المتحدة وألمانيا أرادتا من خلال طرح مزاعم وقوف «مجموعة موالية لأوكرانيا» وراء الحادث، صرف الأنظار عن التحقيق الذي نشره الصحفي الحائز على جائزة بولتزر سيمور هيرش، والذي كشفت نتائجه أن الغواصين الأميركيين هم من قاموا بتلغيم خطوط أنابيب الغاز أثناء مناورات «Baltops” في صيف عام 2022، فيما نفذ التفجير عسكريون نرويجيون بعد 3 أشهر من ذلك.
وأمس الأول الاثنين، لم يقر مجلس الأمن الدولي مشروع القرار الروسي بشأن إنشاء لجنة دولية للتحقيق في الحادث، حيث لم تحصل الوثيقة على العدد المطلوب من الأصوات بسبب موقف الدول الغربية.
من جهته، قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، : إن الكرملين يأسف لرفض مجلس الأمن الدولي مشروع القرار الروسي حول تفجيرات خطوط “السيل الشمالي”.
وشدد بيسكوف على ضرورة اهتمام الجميع بالعثور على الذين خططوا ونفذوا الهجوم الإرهابي على خطوط أنابيب الغاز.
وأكد ممثل الكرملين أن روسيا ستواصل بذل كل الجهود الممكنة حتى يتم التوصل إلى تحقيق دولي موضوعي حول تفجيرات خطوط نقل الغاز “السيل الشمالي”.
وأشار بيسكوف إلى ضرورة مشاركة جميع الأطراف المعنية في التحقيق الدولي، حتى يتم إلقاء الضوء على كل من له علاقة بتخطيط الجريمة وتنفيذها.
وقال بيسكوف: “نأسف لأن مبادرتنا لم تمر. لكن الجانب الروسي لن يسمح بطمس الموضوع”.
يوم أمس الاثنين، لم يقر مجلس الأمن الدولي مشروع قرار روسي يدعو إلى إنشاء لجنة دولية تحت رعاية الأمم المتحدة للتحقيق في تخريب خطوط “السيل الشمالي”.
وصوّت لصالح الوثيقة فقط روسيا والصين والبرازيل. وامتنع باقي أعضاء مجلس الأمن عن التصويت.
وشاركت في صياغة مشروع القرار الروسي المذكور، الصين وبيلاروس وكوريا الشمالية وسوريا وإريتريا ونيكاراغوا وفنزويلا.
في غضون ذلك، أفادت وزارة الخارجية الصينية، بأن موقف الولايات المتحدة في تحقيقات حادث خطوط أنابيب “السيل الشمالي”، يظهر ازدواجية معايير واضحة.
وأوضحت المتحدثة باسم الوزارة، ماو نينغ، أن الولايات المتحدة تحاول باستمرار إجراء التحقيقات في الكثير من الدول النامية “الصاعدة”، لكن في ما يتعلق بحادثة خطوط أنابيب “السيل الشمالي”، التي تشكل تهديداً خطيراً للسلم والأمن الدوليين، فالتحقيقات التي تجريها واشنطن سرِّية ويلفها الغموض، ومن الواضح أنها تلتزم بسياسة ازدواجية المعايير.
وأضافت نينغ، أن روسيا تقدمت بمشروع قرار حول التحقيق الدولي في حادث تفجير خطوط أنابيب “السيل الشمالي”، يقدم خيارات مهمة لتوضيح حقيقة ما حصل، وأعربت عن أسف بلادها لعدم توصُّل مجلس الأمن الدولي إلى توافق في الآراء بهذا الصدد.
ويجدر ذكر، أن روسيا تقدمت بمشروع قرار في وقت سابق، يدعو إلى إنشاء لجنة دولية تحت رعاية الأمم المتحدة للتحقيق في الهجوم “الإرهابي” على خطوط أنابيب “السيل الشمالي”، إلا أن مجلس الأمن الدولي لم يتبنَّ مشروع القرار الروسي، وحصل على دعم كل من روسيا والصين والبرازيل فقط، في حين امتنع بقية أعضاء مجلس الأمن عن التصويت.