حسين الذكر
صحيح أن شهر رمضان الكريم هو شهر قداسات وطقوس وشعائر دينية معينة، تبدأ بالصيام لمدة محدودة وبفريضة واجبة، ولا ينتهي يومه ولياليه الا بصلوت وأدعية وقراءات قربة إلى الله جلَّ وعلا.
لكن في الجانب الاجتماعي يبقى شهر الله رسالة سماوية أخلاقية تعاملية اكثر من جوهرها التعبدي.. إذ إن الله جل وعلا هو غني عن العباد بكل احواله، وما خلق وأوجب وفرض الا لصالح الانسان، الذي كرمه من عنده وبعث لاصلاحه أنبياءه ورسله وكتبه، وسخر ملائكته وجميع مخلوقاته لخدمته، واتمام امتحانه في هذه الدنيا التي تعد مرحلة فانية على طريق الخلود والبقاء الأبدي، حيث كنف الرحمن.
يمر الشهر الكريم على أمتنا الإسلامية كما كل شهر وخلال قرون وعقود خلت... دائمة الامتحان والعسر والأيام العصيبة على عموم الشعب والأمة عامة، ولا اقصد الميسورين بكل عناوينهم من تفضل عليهم الله بجود كرمه.. واوجب عليهم النظر إلى أخوتهم في الدين والإنسانية والخلق، وأن يمدوهم بما يستطيعون إلى ذلك سبيلا..
ذلك على مستوى الفرد وكجزء من القاعدة الإسلامية التي تسمى الزكاة والصداق، فضلا عن التعاون على البر والتقوى والتواصل والتراحم وغير ذلك الكثير من وصايا الرب وحكم الأنبياء ورسئال المعنين التربوية والاجتماعية والدينية.
اما ما يخص الحكومات فإن الإسلام أوجب عليهم التفاني والإخلاص بخدمة المواطنين، لا سيما فقراء الأمة ومعوزيها ممن عصفت بهم ظروف مختلفة، وكانوا هم المضحون بكل الأحوال والأزمان، هم ومن قبلهم آبائهم واجدادهم... اذ لم يورثوا سوى حب الوطن والتضحية والفداء له بالغالي والنفيس.. مما أوجب على الحكومات والحكام والميسورين أن يقدموا كل ما يتمكنون منه في هذه الأيام السماوية القدسية المباركة قربة إلى الله، وبنوايا حسنة لا يردون منها الا وجهه فافضل الأعمال العبادات عند الله هو البر في السر.
كم كنت أتمنى أن تبادر حكومتنا الموقرة في الشهر الفضيل، بتقديم هدايا رمضانية خاصة ينتظرها المستحقون بمواقع شتى.. من تقديم وجبات وسلات غذائية وحصص تموينية إضافية مع رواتب اجتماعية ومكاسب شعبية أخرى متعددة، اذا ما كانت لوجه الله بعيدا عن جوانب انتخابية أو إعلانية ستكون هي البلسم الشافي لجرحٍ دام مع تطيب الخواطر والضمائر والقلوب، فضلا عما كان لله ينمو، وببنائه يزدهر الوطن ويرقى المواطن!.