من يمسك بصولجان النوايا؟

آراء 2023/04/02
...

 عمر الناصر


يولد ابن آدم حاملاً بطبيعته الفطرية صفة النقاء والغريزة الانسانية الميالة للخير والنوايا الصادقة، لا ترافقه صفة الشر المكتسبة، التي تتزايد مستويات ارتفاعها وانخفاضها نتيجة العوامل والمؤثرات البيئية والمجتمعية، المستندة إلى الظروف المحيطة بنا، بمعنى أدق إذا كانت التنشئة سليمة وسط مجتمع افلاطوني فاضل، ستجد بأن البناء السليم للنفس البشرية عادة ما يكون له اسس رصينة وخرسانات صلبة، تكون قادرة على ابراز الخصال الحميدة، ابتداءً من الاخلاق السامية وصقل الشخصية الحقيقية المؤمنة، وانتهاءً بصدق النوايا وغرس الثقة التي تحدد بوصلة منظومة معايير الاخلاق السياسية والمجتمعية.

 لو أردنا الذهاب واخذ عينة صغيرة من خلال استطلاعات الرأي في مجتمعاتنا العربية والاسلامية والشرق أوسطية تحديداً، فلا بد من أن نعرف ونرسم الخطوط الاساسية الحقيقية لصدق النوايا، ونميز الخطوط الميسمية المتعرجة التي هي بنهاية المطاف نهاياتها ام سائبة أو مظلمة، الامام علي بن ابي طالب (ع) يقول «لو اتفقتهم ما اختلفتم»، وكل ذلك هو يندرج تحت يافطة النوايا السليمة، التي هي محطها القلب كما يعرفها الكثير من الفقهاء والعلماء.

من قائمة الاولويات والشراكات والاتفاقات الستراتيجية في العمل السياسي، هو ان تكون هنالك نوايا جادة وصادقة في ديمومة واستمرارية المشتركات، التي تصب في خانة المصلحة الوطنية، وعدم التخلي عنها بمنتصف الطريق، لذلك تجد في كل مرحلة تصل فيها الكتل والتيارات والاحزاب السياسية إلى منعطفات خطيرة، نتيجة عدم وجود رؤى وثوابت واضحة تذهب اليها لدعم الدولة بمفهومها العام، الذي يذهب في نهاية المطاف إلى تثبيت جذور واساسات المؤسسات، الذي يعزز من اعلاء مبدأ المواطنة ومشروع بناء الدولة.