عشقت فن النسج اليدوي ورسم اللوحات باعمال “الكروشيه” وانجزت أجمل الابتكارات والتصاميم في هذا المجال، كما حققت طموحها من خلاله إلى العالم بشكل مختلف، هي آفين سليمان عاكف ، مواليد 1972 من السليمانية، تدريسية مادة الرياضيات ، فنانة موهوبة بالرسم والكروشيه، تتحدث عن بداياتها وتقول: لم يكن اول الطريق سهلا بل على العكس كان صعبا جدا، إلا أن رغبتي في تحديد مساري وعشقي لهذا الفن، جعلتني أجازف واتحدى بخطوات جادة في الإبداع بالحرفة .
الإبداع في العمل
تؤكد عاكف أنها أحبت هذا الفن وتعلمته على يد جدتها - رحمها الله – إذ كان عمها خمسة عشر عاما وهي تغزل قطع الملابس الجميلة لاحفادها وأولادها والمفارش باختلاف انواعها ، ثم والدتها التي تعلمت منها طريقة حياكة الملابس وخرجت بافكار اكثر شبابية وبسيطة بمرور الوقت ، حتى محال خيوط الصوف بالوقت الحاضر اصبحت تواكب الموضة الحديثة بالوانها واشكالها، وقد جعلتها تمتلك القدرة على الابداع في تنفيذ اعمالها ، وطلبت من والدتها أن تعلمها اساسياته التي وجهتها بان تلتحق بدورات فن التصميم وتنفيذ المشغولات اليدوية ، وجميع البنات في عائلتها وخصوصا شقيقاتها يعملن بهذا المجال من تطريز وحياكة الصوف والكروشيه والايتامين وغيرها ،ويستفدن من مختلف القطع التالفة الموجودة في المنزل ويعدن تدويرها في أعمال فنية، مضيفة: “بالرغم من عملي تدريسية لمادة الرياضيات لكن إعجابي بهذا الفن اخذني بالانصراف نحوه بالدراسة والبحث وطالعت عشرات المواقع الإلكترونية وقرأت العديد من الكتب، وشاهدت أفلام فيديو توضح طريقة العمل به، وسألت البعض من النساء ممن يمارسونه حتى صار لدي معرفة ومهارة فيه وقدرة على صناعة أي قطعة ملابس أو ديكور منزلي او رسم لوحة من الخيوط الصوفية المهملة في البيت، واشكال هندسية ورسومات جميلة مستوحاة من الطبيعة على اغطية مفارش الكروشيه. ومن القطع الفنية التي صنعتها ايضا ملابس الأطفال وتجهيزات للمولود من ملابس واحذية، والغطاء الذي يحمل به ، والحقائب الصغيرة التي توضع فيه حاجياته، وعملت قطعا لكؤوس العرسان وصينية مغلفة بغطاء الكروشيه تقدم فيها الهدايا بالوان جذابة ومفرش لكوشة العروس ، واصبحت لي دراية كبيرة بتصميم الزي الكردي من الكروشيه ايضا، واهم الأدوات المستخدمة في الحياكة يكون حسب اختيار القطعة المراد تجهيزها ونوع الخيوط منها الاكراليك والصوف والقطن ، واستخدام حجم السنارة الملائمة لنوع الخيط ، اذ انها كلما كانت غليظة تساعدني في إنجاز عملي بسرعة، واختيار الالوان يكون حسب ذوق الزبونة ونوع القطعة كأن تكون كلاسيكية باللون الابيض، او حديثة وتكون بدمج الالوان مع بعضها وبشكل راقي
وجميل .
متابعة التطورات
اشارت عاكف الى انها حرصت على متابعة التطورات في هذا المجال من خلال الانترنت وبامكانها إضافة تفاصيل أخرى من خبرتها لأنه فن عريق، وكل يوم تضيف ابتكارات جديدة حتى الملابس تدقق فيها عبر الانترنت وتضيف إلى تصاميمها رؤيتها الفنية سواء باللون أو الخيط ، وتمكنت من تجهيز قطع جديدة لحفلات تخرج الطالبات من الجامعة وبالتنسيق مع مختلف الاكسسوارات سواء على الشعر أو على معصمهن أو بتعليقها على حقائبهن أو ملابسهن، وقامت بتسويق انتاجي على مواقع التواصل الاجتماعي ووجدت إقبالا شديدا على
أعمالها .
صعوبات
عن المتاعب التي تواجهها اكدت آفين ان صعوباته تكمن في الآلام التي يسببها لاجزاء من جسمها (الظهر والرقبة والعينين) وتحاول دائما الجلوس بالقرب من النافذة وتحت اشعة الشمس المشرقة شتاء للحصول على انارة اكبر واقوى للتخفيف من إرهاق نظرها بسبب الانتقال من غرزة الى اخرى، وتحرص دائما على عمل تمرينات رياضية خفيفة للرقبة والظهر لتلافي الآلام التي تعاني منها بسبب ظروف المعيشة الصعبة وتحقيق طموحها في آن واحد.
إرث تقليدي
توضح عاكف ان لديها مشاركات في العديد من المعارض الفردية والمشتركة والبازارات المحلية بهدف إحياء وتوثيق المهن والمنتجات التراثية البغدادية ودعم العمل الحرفي كونه إرثا تقليديا وعمدت على ترويج المنتجات التي تحمل طابعا تراثيا ساعية إلى تجديده بلمسات جديدة، وعن أهم المعارض شاركت بها تقول : ثلاثة معارض في عمان وامريكا واستخدمت خيوطا اجنبية من الدرجة الاولى في اغلب القطع المعروضة نتيجة تكرار سفري الى امريكا وايضا اللوحات التي زينت جدار المعرض باشكال من الطبيعة وبروفايل لاغلب الشخصيات المشهورة في العالم العربي، واستوحيت اغلب الأفكار في عروضي من التراث الكردي ،وقد نالت اعجاب الحاضرين لأن عملي متقن بشكل رائع، لذلك استطاع زوار المعرض من تقييمها كونهم يمتلكون وعيا ومعرفة بقيمة
العروض .
دورات
واخيرا تشير عاكف الى انها قد نظمت العديد من الدورات لطالبات المدارس الصغيرات بهدف تنفيذ فكرة تسليم الحرفة للأجيال القادمة
، ودورات اخرى للارامل والمعنفات والمحتاجات لتعليمهن أصول الحرفة وأساليبها وأهميتها في تمكينهن اقتصاديا وثقافيا عبر الورش التدريبية لتلبي حاجاتها وتنهض بقدراتها نحو
الأفضل.