بغداد: منى محسن
أواخر الأشياء لا تعني نهايات مشوارهم، بل هي محاولة منا لنتابع خطواتهم ونسبر أغوارهم لمعرفة آخر أخبارهم وهم يواصلون تألقهم في رسم معالم لوحاتهم الإبداعية في مختلف تخصصاتهم، ليصنعوا لنا ولجمهورهم ومحبيهم نقطة ضوء يشار لها بالبنان ليُسهموا معاً في صناعة الجمال الذي نبحث عنه جميعاً عبر مجموعة من الأسئلة التي تمنح للصورة معنى. ضيفنا اليوم أحد أعمدة الدراما العراقية، ممثل بارع له حضور متميّز، يُجيد أداء أدواره بدقة؛ إنّه الفنان العراقي العربي القدير طه علوان.
* آخر ذكرياتك عن المسلسل الإذاعي "حذارِ من اليأس" الذي كان يعتمد على رسائل المستمعين وأنت تجسّد شخصياته التي كانت تبث بشكل درامي؟
- مسلسل "حذارِ من اليأس" في ثمانينيات القرن الماضي، من أجمل الأعمال الإذاعية التي لاقت نجاحاً منقطع النظير، تناوب على إخراجه العديد من المخرجين منهم الراحل محمد صكَر، والراحل علي الأنصاري، والفنان الكبير حسن حسني، والفنان فخري حكمت وآخرون. أعتبره من أجمل أيام حياتي الفنية، إذ صُقِلَت أصواتنا الإذاعية وجعلت منّا ممثلين نُجسّد الكلمة ونحولها إلى صورة في ذهن المستمع.
* آخر انطباعاتك عن حركة المسرح العراقي اليوم؟
- المسرح العراقي كان وما زال وسيبقى رافداً كبيراً للثقافة العربية لأنه خرَّج العديد من المخرجين المبدعين والممثلين والفنيين والكتّاب، وهو متجدد في كل الأزمنة، وهو بحق قمة الفنون التي لا تنضب.
* آخر العقبات التي تقف ضد النهوض بالسينما العراقية اليوم برأيك؟
- هناك محاولات كثيرة في زمن العولمة والتكنولوجيا في مجال السينما، وللشباب تجارب كثيرة في هذا المجال وقد سرقوا الأضواء في الفترة الأخيرة بإبداعات سينمائية سواء كانت في جنوب أو وسط أو حتى كردستان العراق، وظهر العديد من الشباب الذين أبدعوا بمواضيع فيلمية أخذت جوائز في مهرجانات عالمية وعربية، لكنها تبقى أسيرة الدعم المادي لأنّها تنتج بملاليم، والسينما بحاجة لأموال كثيرة لإخراج صورة ومادة فيلمية.
* آخر الصعوبات والعوائق التي تقف حائلاً دون تخطي الفنان العراقي
المحلية؟
- الانتشار الفني في المنصات والقنوات التلفزيونية. القنوات الفضائية وسياسات هذه القنوات هي المحرك الرئيس لتخطي الفنان المحلية، ولكي ينتشر بصورة طبيعية لا بدَّ من وجود دعم حكومي لعرض هذا الفنان على القنوات العربية، لكن ومع الأسف الفنان العراقي ليست له يد في هذا المجال بالرغم من وجود قنوات فضائية عربية بدأت بشراء الأعمال العراقية وبثها، وأعتقد سيجني الفنان العراقي بالفترة القريبة إيجابيات.
* آخر ما تعانيه الدراما العراقية اليوم برأيك؟
- التمويل هو أهم عائق في نتاجات الدراما العراقية، وأحياناً تدخل السياسات، وتكون عائقاً في عدم تحريك عجلة الدراما لأن بعضها لا يريد ثقافة، ويريد أن يبقى الجهل في المجتمع.
* آخر ما أضافه إليك العمل العربي المشترك، بما أنَّك شاركتَ بالعديد من هكذا أعمال؟
- الاحتكاك بالثقافات العربية ضروري جداً ومهم للانتشار، وأنا مع كثرة الأعمال العربية المشتركة لأنها تُقرّب اللهجات وتُعرّف الشعوب العربية بطاقاتها الفنية ومواضيعها إن كانت تاريخية أو درامية محلية.
* آخر مهرجان فني شاركتَ به؟
- مهرجان عيون.
* آخر ما يحتاجه الفنان العراقي اليوم من نقابة الفنانين، هل هي تمارس دورها بصورة صحيحة تجاهه؟
- على نقابة الفنانين متابعة تشريع قانون التقاعد المركون في أروقة مجلس النواب وعدم مناقشته يجعل الوقت يمر على جميع الاختصاصات الفنية. وتكون بحاجة إلى متابعة ماديّة لحاجة الفنان لتسيير أموره الحياتية.
* آخر عمل تاريخي قدمته؟
- أبو جعفر المنصور، من إخراج الفنان صلاح كرم.
* آخر نقد توجهه لنفسك فنياً؟
- عدم الظهور بكثرة في أروقة البرامج الإذاعية والتلفزيونية.
* آخر ما توجهه للوجوه الفنية الشابة اليوم؟
- عدم الغرور والتواضع، والقراءة بكثرة.
* آخر أعمالك الفنية؟
- مسلسل "ربع قرن" للمخرج الأُستاذ صفاء عيدي، مع فنانين عرب من مصر والمغرب والسعودية.