حسن عودة الماجدي
لا شك أنّ الحقيقة تقول إنّ الدّول بشعوبها تنهض وترتقي وتتقدم بجهود أبنائها، وما يقدمونه من نتاجات وابداعات لخدمة المجتمع كي تتباهى وتتميّز على بلدان مجاورة، وأخرى متقدمة نحو الافضل، والمستجد الامثل في عصر السّرعة والغزو المعلوماتي لذلك نرى في طبيعة أي عمل كان ذلك صغيراً أم كبيراً، المهم أن يكون ذلك بجهود مشتركة بين فئات الشعب المختلفة، وما دام الاشتراك حائزا للمفاهيم الاساسية والسياقات الحديثة بحجم المطلوب الانساني والوطني والاستشعار بالمعاناة المتجذرة على الشعب العراقي، لا سّيما في الوقت الرّاهن بدلاً من الفوقية والأنا والشعور بعلو المناصب الفانية والتّزاحم على الرّتب الرفيعة، فالرفعة هنا هي التي تناغم حاجات النّاس، وفقاً للثوابت التي أقرّها الدّين الحنيف والسياقات القانونية للدولة، فالشعار الخالد يقول (ثورة الثائر تنطفئ عندما ترتفع الجّدران بينه وبين النّاس) اذن، عندما تأتي الرّفعة والسّمو الانساني ضمن المفاصل المجتزئة بالالتزام التام بقانون الدولة الوضعي، الذي هو بوابة المطلوب للمواطن الطموح الايجابي لإزالة بعض الفوارق البيروقراطية في العصر الالكتروني، بدلاً من النقص والقصور الجاثمين أصلا على صدر الحقيقة والموضوعية والرسالة والهدف، فالحقيقة الحقة تؤكد بما لا يقبل الشك أنّ كل إنسان في هذا الفضاء قادر على العطاء في ساحته، وكذلك في ميدان الآخرين والعطاء في هذا المقام، ليس بالضرورة أن يكون نقداً أو عيناً، بل هو الاقتران الذي يوجب خدمة النّاس بكل معنى الخدمة الفقهية والوطنية، لذلك نرى في التجسيد الأمثل لهذا الهدف هو قوة الاتساع العام بسعة ما يعطيه للنّاس من أجل رضا لله تبارك وتعالى.
وممّا تقدم وجدنا ما كان يصبو اليه النّاس وتأمله في دائرة جوازات السفر الالكترونية في الاعظمية ليوم 26/3/2023 وجدنا المدهش الايجابي وغير المسبوق في الدوائر الاخرى، وجدنا التعامل الرائع من قبل الضباط والمفوضين والعاملين من المدنيين في الدائرة المعنية، من حيث السّرعة والانجاز المتقن لجواز السفر الالكتروني والانسيابية المتقدمة والوجوه المشرقة لكادر الدائرة، الذي تبعث الامل الراجح للمواطن، الذي ينتظر بفارغ الصّبر على مبتغاه للحصول على جواز السفر العراقي الذي ينجز في الدائرة المعنية بأقل من ساعتين، وهذا الامر يعتبر من السوابق غير المألوفة في السرعة والفن والتقنية والحضارة، ناهيك عمّا نراه على وجه المراجع في قاعات الانتظار وكأنه يقضي ساعتين من المتعة والاستجمام بدلاً من سابق العهد بالتأفف والملل.
على صعيد آخر أنّ تجربة الجواز الالكتروني قد قطعت دابر المعقبين والمنتفعين من السحت الحرام، فالتجربة هذه بصيغتها الانسيابية والتقنية لا تقبل الهفوة ولاسقطة الكذب.
فالشكر والتقدير والعرفان للكادر القدير لدائرة جوازات الاعظمية الموقرة على ما يقدمونه للمواطن في الوقت الراهن.