من أجل ماذا ماتت سارة؟

الصفحة الاخيرة 2023/04/08
...

 بغداد: نوارة محمد 


بثت حادثة موت سارة على خط سريع محمد القاسم الرُعب في نفوس زملائها، من طُلاب قسم هندسة الكهرباء في الجامعة التكنولوجية في ذلك الصباح، بعد أن دهستها عجلة من نوع "لاند كروز" يتجاوز صاحبها حدود السرعة المسموحة، ماتت وهي تحاول العبور إلى الجهة المقابلة لبوابة الجامعة الموجودة على طريق يعد الأخطر.

 وقبل أن تجتاز اختبار نهاية العام الدراسي الذي يؤهلها الحصول على بكالوريوس هندسة الكهرباء، ودعت هذا العالم. 

يؤدي تهالك الشوارع الرئيسة، وعدم صيانتها، ومرور الأرتال بشكل مستمر من خلالها إلى موت كثيرين، كانت ساةه التي اختارت وسائل النقل العام - بحسب شهود - ضحية ذلك، والتساؤل الذي يراودنا كما الآخرين: هل أصبح الحصول على طرق آمنة وأماكن مخصصة للعبور أقصى طموح العراقيين؟

 في زواية أخرى من الحياة انضمت سارة لاحصائيات وأرقام الحوادث المرورية التي بلغت نحو 4800 حادث خلال عام 2022 بحسب مصادر رسمية توزعت بين انقلاب وتصادم، كانت أغلبها على الطرق السريعة نتيجة السرعة الفائقة في القيادة. 

هبة علاء الدين، شابة تعمل موظفة في شركة تسويق لمساحيق التجميل اختارت أن تستقل "الخط" وتتحمل عبء تكاليفه الباهظة، لا سيما أن المسافة بين سكنها وموقع عملها تصل لنحو ساعة ونصف الساعة، إلاّ أنها تجد ذلك مريحاً إذا ما قورن بشبح المواصلات العامة في العراق.

في ظل هذه الفوضى تضطر النساء إلى تحمل تكلفة النقل الخاصة، وربما أصبحت تشكل عائقاً أساسياً في تحديد مصائر كثيرات، هدى محمد الشابة التي تخرجت من كلية الآداب في قسم اللغة الإنكليزية والباحثة عن وظيفة تناسبها منذ تخرجها عام 2016 تقول: حاولت أن أكمل دراسة الماجستير، لكنني لستُ قادرة على تحمل تكاليف الدراسة وأجور النقل، فثمة خوف وشعور بعدم الراحة ملازمان لي والأخريات في مواصلات النقل العامة.. لذا قررت تأجيل هذه الرحلة. 

 يرتبط مصير سارة الذي حُسم بموت مفاجئ بموجة الفوضى حرب أهلية ومفخخات، خلفت أبنية وجسوراً غير آمنة، وحاملي شهادات باحثين دائمين عن وظائف بأجر يومي أو من 

دونه.